بعد فترة طويلة من الصمت، عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السباق، إلى الأضواء معبرا عن مواقفه فيما يتعلق ب"حراك الريف"، وأيضا إعفائه من رئاسة الحكومة والإضراب الذي شهده الحزب عقب ذلك. وحذّر بنكيران، ضمن لقاء داخلي مع مستشاري حزبه قبل أيام، تمت إذاعتة مضامينه اليوم الأربعاء، من إمكانية انتقال "حراك الريف" إلى باقي أرجاء البلاد متحدثا عن ضرورة الالتزام بالهدوء من أجل حل المشكل. واسترسل: "المغاربة متجاوبون مع سكان الريف في مطالبهم المشروعة؛ وهو ما أثبتته مسيرة الرباط التضامنية، ولا بد من الهدوء من أجل حل هذا المشكل في أقرب وقت"، مواصلا: "لا يمكن أن يبقى الأمر على ما هو عليه مما قد يؤدي إلى إشعال البلاد بأكملها". واعتبر بنكيران أن الرسالة المبتغاة من الحراك قد وصلت، وأن "الوقت سيعمل على معالجة الجروح وعلى كل المساهمة بما يستطيع"، مضيفا: "البلاد مثل الباخرة إما الحفاظ عليها أو إغراقها، وحين الغرق لا ينجو أحد". ويرى المتحدث أنه لا تزال هناك إمكانية لضبط الأمور فيما يتعلق بحراك الريف وحل المشاكل؛ غير أن هذا الأمر رهين بمحاربة الفساد، مواصلا: "الاستعمار دخل إلى المغرب اليوم الأول بسبب الفساد"، مضيفا: "الفساد يهددنا، وأنا لا أخاف على الحزب؛ حتى وإن انتهى أو فشل. أخاف على البلاد؛ لأننا إن لم نقم بالإصلاح كبلد وشعب ودولة، فنحن مهددون بالزوال". ويؤكد الأمين العام للعدالة والتنمية أن "الإصلاح ليس اختيارا بل هو ضرورة من أجل أن نكون أو لا أكون"، مردفا: "لم أعد أؤمن بحزب العدالة والتنمية كفاعل للإصلاح لوحده بل أكثر من 90 في المائة من المغاربة يرغبون في الإصلاح ومستعدون لتأدية الثمن... نحن في نظام يضم الإصلاح والفساد مختلطين". وتحدث بنكيران عن إعفائه من رئاسة الحكومة قائلا: "الإعفاء والظروف الذي خالطته فيها كلام؛ لكن هل نكون حمقى ونبحث عن شيء يخيفنا، ما الذي سنفعلها حينها (نوضوها بونية) هذا ابتلاء وامتحان.. ليس الإعفاء لوحده بل أشياء رافقته إلا أننا يجب التوجه للمستقبل". على صعيد آخر، أكد بنكيران أن حزبه يمر من "أصعب امتحان في حياته منذ أن كان مجرد حركة اجتماعية"، داعيا إلى العمل على "الخروج من الورطة التي لا تظهر للجميع؛ بل هناك من يعتبر أن الأمور على ما يرام". ونبّه رئيس الحكومة السابق إلى إمكانية انتهاء الحزب كما حدث لأحزاب أخرى قائلا: "هل سننتهي بحلول 2021 مثل ما حدث لأحزاب أخرى عاشت نفس ظروفنا"، مواصلا: "في المراحل الأولى، كان لديّ شعور الانتهاء؛ لكن هناك تشديد من طرفين: الأول داخلي والثاني خارجي، ويتعلق الأمر بالمجتمع نظرا لمسار مشرف وينوه به في الكون كله". ونوه بنكيران بمسار حزبه قائلا: "المسار السياسي الحزبي بدأناه فقط منذ 25 سنة، وتمكنا من الوصول إلى رئاسة الحكومة... يكاد يكون مسارنا بلا أخطاء.. هناك كلام كثير حولنا لكن ليس هناك شيء جدي"، مضيفا: "ما وقع إن لم يكن معجزة فهو شيء كبير حتى بعد هذا الزلزال لم يستطع الواقع الابتعاد عنا". وسرد بنكيران بعضا من الشروط التي اعتبرها ضرورية للحفاظ على الحزب؛ أبرزها التأكيد على المرجعية الإسلامية، قائلا: "لن أرد على من يريدونا علمنة البلاد"، إضافة إلى التشبث بالملكية، مفيدا بأن "الملكية في المغرب ليست لعبا وليست اختيار يمكننا تغييره متى شئنا والشعب المغربي يعي هذا"؛ فيما الشرط الثالث، حسب المتحدث، هو الحفاظ على العلاقات الجيدة بين أفراد الحزب.