يبدو أن العفو على عدد محدود من معتقلي حراك الريف بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لجلوس الملك على كرسي العرش، لم يرق لعائلات المعتقلين التي حلت اليوم الأربعاء بالدارالبيضاء لزيارة أبنائها. فقد لوحت أسر المعتقلين، خلال لقائها بهم اليوم بسجن عكاشة، بمقاطعة عيد الأضحى وعدم الاحتفال بهذه السنة الدينية، في حال ما لم يتم الإفراج عن فلذات أكبادها خلال المناسبات الوطنية والدينية المقبلة، خاصة "ثورة الملك والشعب" و"عيد الشباب". وعلى الرغم من كون والد ناصر الزفزافي أكد، في حديثه لجريدة هسبريس، أن هذا الأمر لم يناقشه مع ابنه، إلا أن أسر المعتقلين الآخرين شددت على أن هذه الخطوة تمت مناقشتها بقوة من طرف العائلات التي التقت بشكل جماعي مع الموقوفين بعيدا عن عائلة الزفزافي. وأكدت شقيقة المعتقل الصابري، في تصريحها لجريدة هسبريس، خبر اعتزام الأسر عدم الاحتفال بعيد الأضحى في حالة ما لم تتم الاستجابة لمطالب المعتقلين، وعلى رأسها الإفراج عنهم من سجني الحسيمة وعكاشة. وعبّر عدد من أفراد العائلات، في تصريحات متطابقة للجريدة، عن عزمهم اتخاذ خطوات أكثر تصعيدا، على رأسها التخلي عن شعيرة عيد الأضحى في حال ما لم يتم الافراج عنهم قريبا. وأعربت الأسر، في تصريحاتها لهسبريس، عن خيبة أملها بعدما لم يتم الافراج عن المعتقلين بمناسبة عيد العرش، وأكدت أنها كانت تنتظر إفراجا لا مشروطا بهذه المناسبة. وامتنع والد الزفزافي عن نقل انطباع ابنه على مضامين الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش. وبخصوص الدخول في إضراب عن الطعام خلال الأيام المقبلة، نفى الزفزافي الأب ذلك، مشددا على أنه "ليس هناك أي قرار حاليا". ورفع أفراد العائلات من داخل الحافلة شعارات منددة باستمرار اعتقال أبنائهم، وطالبوا بالإفراج السريع عنهم، مرددين "من أجلنا اعتقلوا، من أجلهم نناضل"، "الشعب يريد إطلاق سراح المعتقل"، وشعارات أخرى تهتف باسم الزعيم الريفي عبد الكريم الخطابي. وأدانت عائلات المعتقلين الطريقة التي يتم التعامل بها معها، واعتبرت أنها تعيش تعذيبا نفسيا وجسديا جراء التنقل من الحسيمة إلى الدارالبيضاء.