حلّت أسر بعض المعتقلين في ما بات يعرف ب"حراك الريف"، صباح اليوم الأربعاء، بالسجن المحلي عين السبع، المعروف ب"عكاشة"، في زيارة لأبنائها الموقوفين. وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية أفرادا من أسر بعض المعتقلين، مرفوقين بأعضاء من لجنة الدعم التي تشكلت بالدار البيضاء، وهم يحملون المؤونة لتقديمها لأبنائهم، في يوم الأربعاء الذي يعد يوما مخصصا لزيارة السجناء. وبحسب بعض أعضاء لجنة دعم المعتقلين، فإن والدي الناشط ناصر الزفزافي، قائد الحراك، لم يحضرا، على اعتبار أنهما التقياه بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بعدما سمح لهما قاضي التحقيق بذلك. وقال والد المعتقل بلال أباض، المحال على الإصلاحية نظرا لكون سنه لا يتجاوز 19 سنة، في تصريح لجريدة هسبريس، بعد زيارته له بالسجن، إن ابنه يوجد في حالة نفسية متدهورة بالنظر إلى التعنيف الذي طاله. وأوضح الأب، ضمن تصريحه، أن الموقوف، الذي يتابع دراسته بالسنة الأولى ثانوي بالحسيمة، لا يزال متأثرا بما جرى له، مضيفا: "تأثرت بدوري وأنا أرى ابني في تلك الحالة، لكنني حاولت أن أرفع من معنوياته، خاصة أنه تعرض للتعنيف بالحسيمة". وأردف الوالد أن ابنه بلال نفى التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أنه وقّع على محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت التهديد، وهو ما يناقض ما ذهب إليه محامون من هيئة الدفاع الذين أكدوا أن الموقوفين عوملوا بطريقة جيدة ولم يتعرضوا للتعنيف بمقر الفرقة. وتابع أباض أن ابنه نفى التهم الموجهة إليه، راميا بكرة "الانفصال" بعيدا عن المحتجين، داعيا إلى زيارة الريف للتأكد من كون أبناء الريف مع ملكهم وبلدهم. من جهته، أوضح سعيد جلول، شقيق المتهم محمد جلول، أن نفسية هذا الأخير مرتفعة، مشددا على أن التهم الموجهة إليه باطلة. وطالب شقيق جلول، الذي كان مرفوقا بوالدته وزوجة المعتقل التي لم تفارق الدموع عينيها، في تصريح للجريدة، السلطات بالإفراج عن شقيقه رفقة باقي المعتقلين في حراك الريف، مشددا على أن مطالب ساكنة الحسيمة اجتماعية واقتصادية، داعيا إلى الاستجابة لها ورفع "العسكرة" عن الريف. أما حمزة بوهموش، شقيق محمود بوهموش المعتقل في الإصلاحية، فقد أكد أن شقيقه "في حالة يرثى لها، علامات الضرب بادية عليه"، مضيفا أن الموقوف أخبره بكون التعنيف طاله أثناء التحقيق معه. وأبرز المتحدث نفسه أن اقتحام العناصر الأمنية منزل الأسرة من أجل ايقاف شقيقه، "تم بطريقة هوليودية لا نراها إلا في الأفلام، حتى إنني كنت سأحاول القفز من النافذة لأنني اعتقدت أن أحدهم يحاول قتلنا، بينما كان الأحرى بهم أن يطلبوا منا تسليمه له وكنا سنلبي طلبهم". وكان قد جرى في ساعات متأخرة من ليلة الاثنين، نقل الناشط الزفزافي، رفقة ستة متهمين آخرين، إلى السجن المحلي بعين السبع، بعد ساعات طوال من التحقيق معهم من طرف قاضي التحقيق. وسبق أن أحيل على المؤسسة السجنية نفسها 19 شخصا ليلة الأحد بالتهم نفسها، وقبلهم أحيل محمد جلول وأربعة آخرون من طرف قاضي التحقيق بالحسيمة على السجن ذاته. ويتابع هؤلاء الموقوفين بتهم تتراوح ما بين الجنايات والجنح، على رأسها "التجمهر بدون ترخيص، تهديد السلامة الداخلية للدولة المغربية، التأثير على ولاء المواطنين لمؤسسات الشعب، إهانة الموظفين، محاولة القتل والتقتيل، إلى جانب إضرام النار والمشاركة في تهريب شخص مبحوث عنه (الزفزافي)".