وسط جبال إقليمشفشاون، وبالضبط داخل دوار بوجعاد، عائلات يصاب أبناؤها بمرض يعجزون بسببه عن الحركة والوقوف على أرجلهم، فيما تظل الأسباب مجهولة بسبب فقر الأهل وعدم تمكنهم من نقل أبنائهم إلى المستشفى لتشخيص المرض، وحتى حينما يتم هذا الأمر لا يكون للأطباء جواب مقنع. دوار بوجعاد يشهد حالات لعائلات كان أبناؤها يركضون ويتحركون بشكل عاد، وفجأة يشعرون بآلام على مستوى الأرجل إلى أن يصبحوا مقعدين بشكل نهائي. يروي محمد جباري، أحد سكان الدوار، تفاصيل مرض ابنيه لبنى، 14 سنة، وأيوب، 10 سنوات، قائلا إن ابنته الكبرى كانت تتحرك بشكل عاد قبل أن تعجز عن المشي منذ سبع سنوات، وبعدها بثلاث سنوات أصيب أيوب بالمرض الغامض نفسه، وقال: "الأطباء أخبرونا بأنهما خلقا على ذلك الشكل"، في حين يرفض هو هذه الرواية ويؤكد أن "اولادي كانوا بصحة جيدة". وأضاف جباري في تصريح لهسبريس: "لم نفهم شيئا ولم نعرف السبب وراء هذا المرض، قمنا بنقل لبنى إلى أطباء بتطوان وطنجة وأجرينا جل الفحوصات، إلا أن الأطباء أخبرونا بأنها خلقت على هذا الشكل، في حين هي كانت تتمشى حتى سنتها السابعة من العمر" مضيفا: "لا ندري السبب الكامن وراء مرض أبنائنا". الوضع الذي عاشته عائلة الجباري عانت منه عائلة أخرى وسط الدوار، ويتعلق الأمر بأسرة عبد الكريم الذي يشتغل مياوما، والذي هو الآخر فقد ولداه يوسف ويونس الحركة فجأة، ولم يعودا يقويان على المشي. تقول أم يوسف وسفيان: "ولداي كانا يمشيان بشكل عاد، يتوجهان إلى الرعي والسقي، لكن فجأة توقفت حركتهما دون أن ندري الأسباب الكامنة وراء ذلك" وأكدت بشرى، أخت الطفلين، ذلك قائلة: "أثناء توجهنا في أحد الأيام إلى السقي كنا نجري سويا، لكن فجأة لم يعد أخي الأكبر يتمكن من المشي، حينها حمله عمي وأتى به إلى البيت، ومنذ ذلك الحين لم ينهض على رجليه. بعدها بدأ الأخ الأصغر يسقط بين الفينة والأخرى إلى أن انقطع عن المشي بصفة نهائية". تقول الأم: "نحن أسرة بسيطة لا نملك حتى قوت يومنا، ومنذ أن مرض ولداي لم أتمكن من عرضهما على الطبيب أبدا؛ فالأب مجرد مياوم. قلبي يحترق لكن لا حيلة ولا قوة لي"، مؤكدة أنهما منذ حوالي أربع سنوات لم يبرحا المنزل الكوخ البسيط. وقال يوسف ويونس في حديثهما مع هسبريس: "كل ما نريده هو أن نصبح مثل باقي أقراننا، أن نتمشى وأن نستطيع التوجه إلى المدرسة ومواصلة حياتنا بشكل عاد".