أكد عثمان بنجلون، رئيس مجموعة "البنك المغربي للتجارة الخارجية أوف أفريكا"، أن مشروع بناء أول مدينة صناعية ذكية في المغرب بنواحي مدينة طنجة سيرى النور بفضل تضافر طاقات القطاعين العمومي والخاص المغربيين وبشراكة مع المجموعة الصينية HAITE. وقال رجل الأعمال والملياردير المغربي إن هناك مجموعات صناعية واستثمارية صينية عاملة في قطاعات تكنولوجية متطورة ربطت اتصالات مباشرة مع مجموعته المصرفية العابرة للقارات، من أجل إقامة مشاريع استثمارية ضخمة بهذه المدينة الذكية، التي سيقام شطرها الأول على مساحة 500 هكتار. واعتبر بنجلون أن هذا المشروع قطع مراحل جد متقدمة، واعتبره بمثابة تحدّ جديد يرفعه المغرب من أجل إقامة قطب حضري صناعي بمواصفات عالمية، والذي سيسهم في توفير مناصب شغل ذات قيمة مضافة عالية. وأوضح رئيس مجموعة "البنك المغربي للتجارة الخارجية أوف أفريكا"، الذي كان يتحدث اليوم الخميس في مؤتمر صحافي عقده بمقر مجموعته المصرفية في الدارالبيضاء، أن مدينة محمد السادس طنجة تيك أصبحت مشروعا قابلا للإنجاز بفضل الكفاءة والإبداع الذي ميّز المغاربة على مدى التاريخ. وخاطب بنجلون الحضور، الذي ضمّ شخصيات من عالم السياسة والمال والأعمال، بالقول إن "مدينة محمد السادس طنجة تيك ستضم مشاريع في قطاعات الطاقات المتجددة والاتصالات والصناعات الصيدلية والتكنولوجية المتقدمة ومجالات أخرى، والمتدخلون في هذا المشروع من القطاعين العمومي والخاص يكمن دورهم في الدفع بهذه القطاعات الواعدة". من جهته، قال إلياس العماري، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إن هذا المشروع الواعد يأتي في إطار تنزيل مبادرة الملك محمد السادس بالتأسيس للجهوية المتقدمة على أرض الواقع، والتي تضمنها الدستور الذي منح مؤسسة الجهة صلاحيات متميزة. وأشار العماري إلى أن المشروع يسير في الطريق الصحيح، بالرغم من أن تفعيل اتفاقية إنشاء مدينة صناعية ليس بالأمر السهل، سواء إداريا أو تقنيا. وأضاف رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة: "لأول مرة في تجربة المغرب على صعيد الجهوية الموسعة، ستكون جهة في المغرب طرفا في قائمة المساهمين في الشركة المشرفة والمنجزة للمشروع إلى جانب شركاء من المغرب والصين، إذ إن جهة طنجةتطوانالحسيمة ستحصل على 5 في المائة من رأسمال الشركة من خلال المساهمة بالوعاء العقاري الذي سيحتضن المشروع". واستطرد المتحدث قائلا: "نجاح المشروع مرتبط بتضافر جهود جميع الأطراف، والأولوية في التشغيل ستعطى للجماعة القروية ثم باقي أقاليم الجهة ثم باقي الجهات الأخرى". كما أكد مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الجديدة، أن اهتمام الطرف الصيني بهذا المشروع يرتبط بأهميته الاستراتيجية بالنسبة إلى المجموعات الاستثمارية في هذا البلد، الذي بدأت طبقته المتوسطة تتوسع بمعدل أجور سيتجاوز 1500 دولار شهريا. وأضاف العلمي: "هذا الارتفاع في أجور الصينيين يعني أن ما يزيد عن 90 مليون وظيفة ستتحول من الصين إلى الخارج، والمغرب يتوفر على إمكانات كبرى نرغب في استغلالها، وقد قمنا بتحديد حاجيات المدينة من الموارد البشرية، والتي ستكلف استثمارا إجماليا بقيمة 11 مليار دولار". يشار إلى أن المسؤولين يؤكدون أن المشروع سينتهي الشطر الأول منه بعد ثلاث سنوات على مساحة 500 هكتار، حيث ستوفر هذه المساحة المحتضنة للمشروع استثمارات لمدينة طنجة؛ وذلك بالنظر إلى ما تتميز به مدينة البوغاز من مميزات طبيعية مغرية وموقع إستراتيجي.