أوصى المشاركون في الجامعة الصيفية المغاربية الأولى، المنظمة بمدينة مراكش من طرف منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة "هانس سايدل" لتدارس موضوع الشباب المغاربي وإشكالات التنمية، بضرورة الإقرار بحجم المشاكل التي يعاني منها الشباب في المنطقة المغاربية المسؤولة عن تنامي عدد من المعضلات، كالتطرف والإرهاب والهجرة السرية والعزوف السياسي. وأكد الملتئمون بمراكش على أهمية المدخل التنموي التشاركي الذي يستحضر الشباب كوسيلة وهدف، في مواجهة مختلف الإشكالات التي يعاني منها الشباب، داعين إلى تجاوز الخلافات بين الدول المغاربية وتعزيز التعاون الاقتصادي وتفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي، وإيلاء الاهتمام إلى المنظومة التعليمية وإصلاحها بما يدعم تمكين الشباب وتنشئتهم وتطوير قدراتهم في عالم معولم ومنفتح. وشدد الموعد الممتد على مدى يومين على أهمية التعاون والتنسيق بين الدول المغاربية لبلورة مشاريع تنموية مشتركة تستجيب لتطلعات الشباب في المنطقة، مؤكدين على ضرورة بناء ثقة متبادلة بين النظام السياسي والشباب، وفتح مساحة أكبر في الفضاء السياسي والنقابي بالتنسيق مع الفاعلين السياسيين لتحقيق تنشئة سياسية حقيقية تؤدي بدورها إلى مشاركة فاعلة، مع التأكيد على أهمية شبكات التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى تجاوز الانحرافات التي تطال هذا الفضاء بصورة توازن بين الحرية والمسؤولية، والعمل على تطوير أداء المجتمع المدني وتوسيع هامش تحركه وتوفير شروط اشتغاله، مع تقوية قدرات الفاعلين في هذا الإطار. وانطلقت أشغال الجامعة التي أطرها عدد من الباحثين والخبراء من مختلف الأقطار المغاربية، بحضور شباب من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، بكلمة ترحيبية لإدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، أشار فيها إلى أن تنظيم الجامعة يأتي تتويجا لأكثر من ست سنوات من الأنشطة المتراكمة للمنظمة، مؤكّدا أن دعم مكانة الشّباب داخل المجتمع هي استثمار للحاضر والمستقبل. وشدد المتحدث على أن توظيف الطاقة والدينامية التي تميز هذه الفئة المتحمسة هي مدخل لتحقيق آمالهم وتعزيز مكانتهم داخل المجتمع من جهة، والاستفادة من الإمكانات التي يزخرون بها لتعزيز مسارات التنمية والديمقراطية. أما ممثل مؤسسة "هانس سايدل"، ميلود السفياني، فقد نوه بمبادرة الجامعة لأهميتها في تحقيق التواصل ومدّ الجسور بين الشباب المغاربي وتداول الإشكالات التي تواجههم على مستويات عدة، داعيا إلى الاستمرار في تنظيم دورات قادمة تحمل محاور هامة وتناقش قضايا تستأثر باهتمام الشباب في المنطقة، منوها بالشراكة التي تجمع بين المؤسسة والمنظمة والتي أثمرت عددا من الأنشطة العلمية.