أفادت السلطات المحلية لإقليمالحسيمة، اليوم الجمعة، بأن شخصا يوجد في حالة غيبوبة تظهر عليه حسب المعطيات الأولية إصابة على مستوى الرأس بسبب الرشق بالحجارة، نُقل في ظروف غامضة، مساء أمس الخميس، إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة لتلقي الإسعافات الضرورية. وأضاف المصدر نفسه أنه سيتم نقل المصاب على متن مروحية تابعة لوزارة الصحة إلى مستشفى بالرباط. وفي سياق متصل، أفادت السلطات ذاتها بأن عنصرا من الدرك الملكي وعنصرا من الأمن الوطني يوجدان في حالة خطيرة تقرر نقلهما من مستشفى محمد الخامس بالحسيمة حيث يتلقيان الإسعافات الضرورية إلى مستشفى بالرباط. وأوضح المصدر نفسه أن العنصرين كانا قد تعرضا، أمس الخميس، لإصابة على مستوى الرأس نتيجة الرشق بالحجارة من لدن بعض المتظاهرين. وفي وقت سابق أفاد بلاغ صادر عن عمالة إقليمالحسيمة بأن مجموعة من 300 إلى 400 شخص حاولت، "في تحدّ لقرار المنع، تنظيمَ مسيرة بالإقليم، حيث عمدت بعض العناصر الملثمة إلى استفزاز القوات العمومية ومهاجمتها بالحجارة". ووفق البلاغ ذاته فقد أدى ذلك إلى "إصابة 72 عنصرا من هذه القوات بجروح متفاوتة الخطورة، و11 شخصا من المتظاهرين نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة". وأضاف البلاغ أن جميع المصابين بالمستشفى غادروا "باستثناء عنصرين من القوات العمومية وصفت حالتهما بالخطيرة"، مشيرا إلى أنه "تم تخريب وإحراق سيارتين تابعتين للقوات العمومية من طرف بعض المتظاهرين بأجدير". وكان يوم الخميس قد شهد، منذ ساعاته الأولى، تدفقا لعدد من الراغبين في المشاركة فيما سمي ب"مسيرة أنوال" تيمّنا بذكرى معركة أنوال الشهيرة المُزامنة لتاريخ 20 يوليوز؛ وذلك عبر عدد من المنافذ الجانبية المؤدية إلى المدينة بعد منعٍ أمني طال منافذ الدخول الرئيسية. وتداول عدد من الناشطين صورا لأشخاص اتخذوا طرقا جبلية فرعية من أجل الوصول إلى وسط الحسيمة، بينما كانت الحيلة هي نصيب آخرين بعد أن تظاهر أصحاب حوالي 7 سيارات مُزيّنة بأنهم في طريقهم إلى حفل عرس، بينما كان هدفهم المشاركة في المسيرة؛ وهو ما تأتى لهم فعلا بعد أن سمح لهم بالمرور، وذلك وفق تدوينة انتشرت على فيسبوك. التجمع في مكان واحد بقي مع ذلك مطلبا صعبا، حيث شهدت المدينة مسيرات متفرقة في مجملها، جوبهت من لدن القوات العمومية بغازات مسيلة للدموع، وبتدخلات أسفرت عن إيقافات وإصابات مختلفة، كان للأمن نصيبٌ منها أيضا. إلى ذلك، طال الإيقاف الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" الإخباري، بعد لحظات فقط من بثه لفيديو مباشر على فيسبوك اشتكى فيه من ضعف صبيب الإنترنيت. ضعف الصبيب أثر كثيرا على التغطيات التي كان يزمع نشطاء القيام بها مواكبةً للمسيرة، حيث غابت المتابعات المباشرة المعتادة لهؤلاء، بينما تفرقت بضعة مقاطع فيديو هنا وهناك لم تتعدّ مُددها في المجمل دقيقة واحدة. واستمر، طيلة اليوم، الكرّ والفر بين المتظاهرين وبين عناصر الأمن؛ وهو ما أسفر عن إصابات في الجانبين، استدعت نقل البعض إلى المستشفى في حالات مختلفة من الخطورة.