على بُعد ساعات قليلة من انطلاق مسيرة "أنوال" بالحسيمة، والتي سبق لناصر الزفزافي أن دعا إليها قبل اعتقاله، شرعت عناصر الأمن بمختلف تلاوينها والسلطات الأمنية في الاستعداد لتفعيل قرار المنع. منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، بدأت عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي بعدد من مداخل المدينة في التحقق من هوية الوافدين، عبر تنقيطهم عبر الناظم الآلي، والتحقيق معهم في عين المكان عبر سؤالهم عن الوجهة والغاية من قصد مدينة الحسيمة. نشطاء من مدينة الناظور أوردوا عبر تدوينات لهم أن عناصر الدرك الملكي منعتهم من مواصلة المسير إلى مدينة الحسيمة، طالبة منهم العودة من حيث أتوا؛ وهو ما اعتبره الراغبون في المشاركة في المسيرة قرارا تعسفيا وشططا في استعمال السلطة، وخرقا لحق من حقوق الإنسان. ووسط مدينة الحسيمة، قامت القوات العمومية بالانتشار عبر مختلف الأحياء، كما عززت وجودها بساحة محمد السادس، التي دأبت على احتضان احتجاجات الحراك، زيادة على استقدام قاذفة للماء لمنع تقدم المحتجين في حالة رفضهم الانصياع لقرار المنع الذي سبق أن أعلن عنه وزير الداخلية. "نشطاء الحراك" بمدينة الحسيمة دعوا أرباب المحلات التجارية إلى إغلاق متاجرهم ابتداء من منتصف اليوم، حيث استجاب البعض في حين واصل آخرون العمل غير مكترثين بنداءات النشطاء. عدد من المتواجدين في "جوهرة الأبيض المتوسط" اشتكوا من ضعف صبيب الأنترنيت منذ صباح اليوم، في حين قال آخرون إنهم يجدون صعوبة في التواصل هاتفيا. بعض النشطاء من خلال تدويناتهم لمحوا إلى كون الخروج إلى الساحة من أجل الاحتجاج سيكون ابتداء من الساعة السادسة مساء؛ وذلك ما أكدته الناشطة نوال بنعيسى في تدوينة ساخرة بالريفية المقصود منها أن التجول بعد السادسة يكون أورع وأجمل. ويواصل المشاركون القادمون من مختلف ربوع المملكة الحج نحو مدينة الحسيمة للمشاركة في المسيرة التي سترفع شعار "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين" ورفع العسكرة عن الريف والاستجابة للملف المطلبي. فعاليات جمعوية شاركت في مبادرات من أجل إيجاد حل للوضع المتأزم بالريف أوردت، من خلال تدوينات عديدة، أن هناك أخبارا سارة تتعلق بالريف سيتم إعلانها في المقبل من الساعات دون توضيح ماهيتها، حيث اعتبرها البعض محاولات لحث المشاركين في المسيرة على التراجع وعدم الخروج إلى الشارع.