تعيش مدينة العرائش، خلال الفترة الممتدة ما بين 18 و30 يوليوز الجاري، الدورة الرابعة للمخيم الصيفي الرياضي الذي تنظمه "جمعية قطار المستقبل بالعرائش"، بدعم من السفارة الأمريكية في المغرب. ويرتقب أن يستفيد من دورة هذه السنة 400 طفلة وطفل، بعدما عرفت الدورة السابقة نجاحا كبيرا تمثل في انتقال عدد المستفيدين من 100 إلى 300 مستفيد. كما ستشهد الدورة الحالية زيادة عدد الرياضات التي سيتبارى فيها المشاركون في المخيم الصيفي إلى خمسة أصناف؛ فإضافة إلى كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، سيتنافس المشاركون في رياضتين أخريين، وهما كرة الطاولة ولعبة الشطرنج. وبالإضافة إلى الجانب الرياضي، سطّر الساهرون على تنظيم المخيم مجموعة من الأهداف ذات الطبيعة التربوية. كما يروم المخيّم تحسيس الفاعلين بضرورة الاهتمام بالشأن الرياضي والاستعانة به في مجال اكتشاف المواهب والطاقات، ويهدف إلى تحقيق الاندماج الاجتماعي والانخراط المجتمعي لفائدة عدد كبير من الأطفال والفتيان وكذا أسرهم. ولتحقيق هذه الغايات تُنظم بمدينة العرائش ندوات وموائدُ مستديرة تتمحور مواضيعها حول الدور الذي باتت تلعبه الرياضة في جميع المجالات، الاجتماعية والاقتصادية والتنموية. أولى الندوات الموازية للمخيم الصيفي الرياضي بمدينة العرائش ناقش المشاركون فيها موضوع الأدوار الاجتماعية للدورة، مبرزين أنّ الرياضة أضحت قطاعا تنمويا شاسعا، كما أنها تلعب دورا أساسيا في زرع وترسيخ القيم والمبادئ السامية في نفوس ممارسيها. عبد العزيز تاخبارت، الكاتب العام للجامعة الملكية للرياضات الجامعية، أكد في مداخلة له أنّ الرياضة أضحت مساهما رئيسيا في تحقيق التنمية، مشيرا في هذا الإطار إلى المنافع الجمّة التي تحصدها البلدان المنظمة للتظاهرات الرياضية القارية والعالمية. وأشار المتحدث ذاته في هذا الإطار إلى الْقُرَى الأولمبية التي تُشيّدها الدول المحتضنة للألعاب الأولمبية، والتي تصير، لاحقا، مدنا قائمة بذاتها؛ بينما قال عمر أبراغ، وهو مدرب رياضي، إن الرياضة أضحت قطاعا تنمويا مكتمل الأركان، يجب الاستفادة من جميع عوائده. وأبرز أبراغ أنّ الرياضة، فضلا عن كونها عنصريا رئيسيا في التنمية، تُعدّ مجالا لاكتساب المعرفة، ذلك أنّ ممارسها يتكون لديه رصيد معرفي حول خصائصها وقوانينها، كما يكتسب معرفة جيدة عن ذاته، ما يعود بالنفع عليه من الناحية الفيزيولوجية. المشاركون في الندوة أكدوا أن الرياضة لها دور اجتماعي بارز، إذ تكرِّس المبادئ والقيم النبيلة التي تجعل المجتمع متحضرا، والفرد يتحلى بالمسؤولية وبقيمة التعاون.."وإذا افتقد الممارس إلى هذه القيم النبيلة، فهذا يجعل الرياضة تفقد دورها الاجتماعي"، يوضح أبراغ. في هذا الإطار أشار المتحدث ذاته إلى إحدى المعضلات التي يعاني منها الحقل الرياضي في المغرب، وتتعلق بالشغب الذي يقع أثناء بعض المباريات الرياضية، قائلا: "حين تصدر عن الجمهور تصرفات عنيفة فهذا يُفقد الرياضة معناها"، داعيا إلى أن تتحمل جميع الأطراف، من جمهور ومسؤولين رسميين، وفاعلين في الميدان الرياضي، مسؤوليتها لوضع حد لمثل هذه السلوكيات. من جهته تطرق محمد المراكشي، وهو إطار مغربي مقيم بفرنسا، إلى دور الرياضة في التربية وفي تهذيب النفوس، وقال، انطلاقا من التجربة الفرنسية، إنّ الرياضة تعدّ قناة مهمة ووسيلة فعالة لتمرير عدد من الرسائل الجيدة إلى ممارسيها، وخاصة الأطفال. واعتبر المراكشي أنّ الرياضة لا تساهم فقط في نشر القيم الحميدة، بل تعدّ عنصرا أساسيا في تحفيز الأطفال واليافعين والشباب على العطاء أكثر، وزاد موضحا: "حين يدرس التلاميذ أربع ساعات متتالية فإنهم يشعرون بالتعب، وممارستهم لحصة رياضية تُعيد تنشيط أدمغتهم، ومن ثم ترتفع مردوديتهم داخل الفصل". فعاليات الدورة الرابعة للمخيم الصيفي الرياضي بالعرائش، المنطلقة اليوم الثلاثاء، ستستمر إلى غاية 30 يوليوز الجاري، وستشهد، موازاة مع المسابقات الرياضية المختلفة، تنظيم دورة تكوينية في صناعة القيادات في المجال الرياضي، ودورة في إعداد الأنشطة الرياضية.