قال المعطي قبال، عن معهد العالم العربي بفرنسا، إن أشخاصا يقدمون أنفسهم للرأي العام ولأنظمة الدول على أنهم محللون للخطاب الديني ومتخصصون وخبراء في الحركات الاسلامية، في حين إنهم لا يفقهون أي شيء في الدين أو التحليل. وأورد قبال في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، على هامش ندوة علمية في إطار المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية في دورته ال13 بفاس، أن "منتحلي صفة الخبراء والمحللين يتواجدون بقوة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والدول التي تعاني من الارهاب". وأضاف: "هؤلاء ليست لهم أي خبرة في الشأن الإسلامي، ويظهرون في القنوات التلفزية والجرائد عقب كل عمل إرهابي ويشرعون في تقديم الفتاوي والتحليلات"، واسترسل موضحا: "يستفيدون من تمويلات كبيرة تدفع لهم من طرف الأجهزة الاستخباراتية لإعداد تقارير عادة ما تلقى في سلة المهملات لأنها خاطئة وغير ذات جدوى، وهؤلاء يشكلون الخطر لأنهم يحولون دون فهم ومحاربة التطرف والارهاب". وفي محاضرته التي اختار لها عنوان "انتقاد منطق التطرف"، قال المعطي قبال إن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي "ساهمت بقوة في انتشار التطرف عبر العالم، ليس على المسلمين فقط، بل الواقع مشترك بين مجموعة من دول العالم". واعتبر الصحافي والكاتب المقيم بفرنسا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، متطرف في طريقة استعماله لمواقع التواصل الاجتماعي؛ فهو "يدعو إلى العنف ويحرض الناس على تصرفات غير مقبولة عبر تغريداته"، وأضاف: "هنا نؤكد على ضرورة تربية الشباب على حسن استعمال الانترنيت، وتوجيههم لاستعماله في غايات سليمة". وشدد المتحدث على أن مسألة العقل وعلاقتها بالتكنولوجيا مطروحة بقوة على الجميع؛ "حيث إنها الشغل الشاغل الأساس في تفكير المجتمعات العربية الاسلامية، التي تعيش في التفسخ الاجتماعي والعنف على أكثر من صعيد، وهنا نتساءل: لماذا لم نستطع إعداد عقل نقدي قادر على مواجهة الفكر الديني المتطرف؟". واعتبر المعطي قبال أن الدين مسألة أساسية في الحياة الروحية للبشر، "لكن يحب أن يرافقه فكر نقدي عقلاني يمكن من وقف أي نزوح نحو الفكر المتطرف". وعن الأسباب الأخرى التي ساهمت في انتشار التطرف، قال قبال إن "غياب دور المثقفين والفنانين عامل مساهم في ذلك"، وزاد: "ليس لدينا مثقف مرجعي نعتمد على أفكاره، وبالتالي سلطة المثقف لم تعد مطروحة كما السابق؛ حيث كانت هناك أسماء قادرة على التحليل والتأثير".