أكد عبد الرحمن إبهي، المشرف على المتحف الجامعي للنيازك بأكادير، سقوط نيزك فضائي جديد في إقليم طاطا وسط مجرى هذا الأسبوع. وقال إبهي إن شهودا أكدوا له مرور نيزك فضائي مضيء في سماء المنطقة بسرعة كبيرة، أثار انتباه السكان في المناطق المتاخمة لوادي درعة، مضيفا أنه أحدث صوت انفجار مدو بعد سقوطه في مناطق قريبة من قرية تيزكي ياريغن التابعة لجماعة ايت وابلي إقليم طاطا، في المناطق المتاخمة للحزام الأمني على وادي درعة بالحدود المغربية الجزائرية . ويضيف إبهي، في تصريح لجريدة هسبريس، إنه يصعب حاليا الحسم في طبيعة هذا النيزك الجديد، ويلزم انتظار التوصل بعينة منه لإجراء التحاليل المخبرية الأولية لتحديد طبيعته العلمية الدقيقة. ويرجح الدكتور إبهي أن يكون النيزك من النوع العادي القادم من المنطقة التي تعرف بحزام الكويكبات، بناء على بعض الصور الخاصة بعينات من النيزك التي توصل بها من المكان. ويؤكد الخبير المغربي أن لهذا النوع من النيازك أهمية علمية كبيرة، لأنها تمكن من دراسة عمر المجموعة الشمسية، ومن شأنها أن تكشف معطيات جديدة لمكونات وحيثيات نشأة النظام الشمسي . وقال "ابراهيم.ج"، وهو شاهد عيان من مدينة أقا، إن عمليات البحث مستمرة من طرف تجار وهواة جمع النيازك، مضيفا أن بعض الرعاة تمكنوا من الوصول إلى عينات قليلة. وزاد المتحدث أن السكان سمعوا صوتا مدويا لسقوط النيزك بعد ثلاث دقائق تقريبا من مروره بسرعة في سماء المنطقة. ورجحت المصادر أن تكون الأجزاء الكبيرة من النيزك تجاوزت المنطقة الحدودية بين المغرب والجزائر وتناثرت أجزاء صغيرة منه في مناطق تسمى "خنيك لجواد"، على مشارف وادي درعة . ويعرف إقليم طاطا سقوط نيازك فضائية سنويا، حتى أضحى يعرف في الأوساط العلمية بعاصمة النيازك. ويرى عبد الرحمن إبهي أن ظاهرة سقوط النيازك في هذه المنطقة بكثافة وفي شهور الصيف تحديدا لازالت غامضة وتثير فضول العلماء، خصوصا أن طبيعة الأحجار الفضائية التي تتساقط دوريا على المنطقة تختلف في طبيعتها ومكوناتها . جدير بالذكر أنه تم تأسيس أول متحف جامعي متخصص في النيازك بجامعة ابن زهر في السنة الماضية تحت إشراف الدكتور عبد الرحمان إبهي، المتخصص في علم النيازك، ورئيس مختبر دراسة البلورات والمعادن بكلية العلوم بجامعة ابن زهر، في محاولة للحفاظ على هذا الموروث الطبيعي والجيولوجي . يُشار إلى أن نيزكا مريخيا سقط صيف 2011 بمنطقة تيسنت، التابعة لإقليم طاطا، وحظي باهتمام إعلامي كبير وشهرة دولية، وبيعت أجزاء منه بمبالغ مالية كبيرة.