في خضمّ تنامي توسّع دائرة مستعملي التكنولوجيا الرقمية، وما تتيحه تطبيقاتها المختلفة من إمكانيات ذات آفاق غير محدودة للإبداع، في جميع المستويات، أجمع باحثون ومثقفون ومسؤولون، شاركوا في منتدى حقوق الإنسان المنظم موازاة مع مهرجان كناوة بالصويرة، على ضرورة الانخراط في الثورة الرقمية، والاستفادة من مزاياها الكثيرة، لتطوير وضعية المجتمعات نحو الأفضل. إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قال في مداخلة له ضمن الجلسة الافتتاحية لمنتدى حقوق الإنسان، المنظم بشراكة بين المجلس ومهرجان موسيقى كناوة وموسيقى العالم، إنّ الرقمنة ترتبط بقضية المساواة ودمقرطة الولوج إلى جميع الفضاءات؛ مشيرا إلى أنها تتيح إمكانيات هائلة لحفظ ذاكرة الأمّة، من خلال عملية الأرشفة والتوثيق التي تتم بجودة عالية. في هذا الإطار، قال نور الدين الخماري، المخرج والمنتج السينمائي المغربي، إن الاستفادة من الإمكانيات التي تتيحها التقنيات الرقمية أضحت ضرورة لا مفر منها، وزاد موضحا: "حين نبحث عن مشاهدة فيلم وثائقي صغير حول أعلام الثقافة المغربية، مثل الأديب والشاعر محمد خير الدين، لا نجد له أثرا، بينما في أوروبا هناك توثيق لأعمدة الثقافة والأدب وغيرهما من المجالات". واعتبر الخماري أن التقنية الرقمية تشكل فرصة كبيرة للنهوض بالإبداع، خاصة لدى الشباب، في ظل تطور التكنولوجيا الحديثة، وإتاحتها للشباب فرصة الإبداع في مختلف المجالات؛ ففي مجال السينما، مثلا، يردف المتحدث، "يمكن لشاب أن يستعين بكاميرا صغيرة، وتقنيات بسيطة، لينتج فيلما، وحتى من حيث التوزيع لن يجد مشكلا، ما دام أنه يستطيع بثه على المواقع الاجتماعية". نائلة التازي، مديرة مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة وموسيقى العالم، لم تذهب بعيدا للبحث عما يستدعي ضرورة الاستفادة من الثورة الرقمية، إذ انطلقت من المهرجان نفسه، قائلة: "كثير من الأشخاص لا يستطيعون القدوم إلى مدينة الصويرة لمتابعة فعاليات مهرجان كناوة، ولكنهم يتابعونه بفضل التقنية الرقمية، إذ إن هناك من يبث فقراته بالمباشر"، مضيفة أنّ هذه التقنية تمكن الجالية المغربية المقيمة في الخارج من متابعة ما يجري في بلدها الأصلي أولا بأوّل. وتطرق فود سيلا، سفير متجول لدولة السنغال، عن دور التقنية الرقمية في تعزيز الديمقراطية وتوسيع مجال الحريات العامة، معتبرا أنّ هذه التقنية "فتحت آفاقا أوسع لشكل جديد من النضال، بإتاحتها الفرصة أمام الرأي العام لتبليغ آرائه مباشرة إلى القائمين على تسيير المؤسسات، فضلا عن إتاحتها الفرصة للحصول على المعلومة من وسائل غير تقليدية، كالتلفزيون والإذاعة، كما كان عليه الحال في الماضي، وبالتالي أصبح الوصول إلى المعلومة في جميع المجالات متاحا اليوم، أكثر من ذي قبل.