انتظر الرأي العام الرياضي المغربي أزيد من 24 سنة، قبل أن يرى خليفة الجنرال حسني بنسليمان على رأس جهاز اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية، إذ وقع اختيار الجامعات الرياضية الوطنية على فيصل العرايشي لتولي المهمَّة، بصفته رئيسا للجامعة الملكية المغربية للتنس، ومرشحا وحيدا خلال الجمع العام الانتخابي المنعقد يوم 14 يونيو الماضي، 12 عاما بعد عقد "الكنوم" لآخر جمع عام. من الدعوة إلى الجمع العام الانتخابي إلى لحظة التصويت، تميزت الفترة ب"البلوكاج" على مستوى تحديد موعد للجمع العام، تضاربت الآراء حول مدى قدرة "الجنرال" على الاستمرار، فضلا عن الخروقات القانونية التي شابت المحطَّة مع تعالي أصوات الغاضبين من عدم تمثيليتهم في لائحة المرشَّح العرايشي، الذي ستصبح في ما بعد مكتبا تنفيذيا ل"الكنوم"، وسيحظى بإجماع الأسرة الأولمبية الوطنية. "البلوكاج" بعد ملاءمة النظام الأساسي عقدت اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية، في 22 نونبر الماضي، جمعا عاما استثنائيا، للمصادقة على النظام الأساسي مع بعض التعديلات المتمثلة في الرفع من عدد أعضاء المكتب التنفيذي للجهاز واعتماد نظام الترشح باللائحة خلال الجمع العام الانتخابي، الذي لم يحدَّد له تاريخ عند انتهاء أشغال الجمع الاستثنائي. بعد أن كان منتظرا أن يعقد الجمع العام الانتخابي مع متم دجنبر الماضي، بدأت معالم "البلوكاج" تتحدَّد في الإفصاح عن تاريخه، مع تعالي الأصوات الرياضية حول هوية الرئيس المقبل وما إذا كان الجنرال حسني بنسليمان ينوي الاستمرار في الرئاسة لولاية ثانية، الأخير الذي كان من المفروض أن يحدد موعدا للجمع العام الانتخابي مباشرة بعد المصادقة على النظام الأساسي". في ظل هذا الوضع، طرحت الإشكالية القانونية في تولي "الجنرال" للرئاسة مجددا، إذ تنص المادة 28 من الميثاق الأولمبي الدولي على أنه عند تجاوز 70 سنة تفقد أهلية الانتخاب، وهنا يسمو هذا القانون على النظام الأساسي للجنة الأولمبية الوطنية، على الرغم من أن الأخير يسمح للجنرال حسني بنسليمان بالترشح وفق نظام اللائحة، والتنافس مع باقي رؤساء الجامعات الرياضية الراغبين في رئاسة اللجنة الأولمبية الوطنية. العاصفة التي تلت الهدوء بعد انتظار دام ستة أشهر، حددت اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية تاريخ 14 يونيو موعدا للجمع العام الانتخابي، ليطفو على السطح اسم فيصل العرايشي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتنس، مرشحا "فوق العادة" لخلافة الجنرال حسني بنسليمان، الذي تأكدت مغادرته للجنة الأولمبية التي تولى رئاستها منذ سنة 1993. شكل طرح اسم فيصل العرايشي مرشحا لرئاسة "الكنوم" مفاجأة لدى بعض رؤساء الجامعات الرياضية، الذين أسر بعضهم ل"هسبورت" أنهم كانوا يترقبون إسم أحد الأمراء من الأسرة الملكية لخلافة "الجنرال"، إلا أن المفاجأة كانت تقدم العرايشي بلائحته الانتخابية قبل تسعة أيام فقط من موعد الجمع العام الانتخابي، وهي اللائحة التي أثارت جدلا واسعا لدى قاعدة كبيرة من الجامعات الرياضية، بلغ عددها أربعة عشر. حظيت أزيد من 12 جامعة رياضية بثقة العرايشي لتشكيل لائحة مكتبه التنفيذي المقبل، فيما عبرت أخرى عن امتعاضها مما وصفته ب"الإقصاء"، بالنظر إلى اعتبارات تجدها موضوعية، وبالنظر إلى مكانتها على المستوى الوطني وامتداداتها الدولية. الغاضبون والخروقات القانونية قبل الجمع العام جامعة المصارعة، الكرة الطائرة، كرة اليد، التايكواندو وأخرى، تعالت أصوات مسؤوليها وعقدت اجتماعات متعدِّدة في غضون الأيام القليلة التي سبقت موعد الجمع العام الانتخابي، مسجَِّّلة وجود خروقات على المستوى القانوني المتعلق بالمساطر المتخذة للتقدم باللائحة وعقد جمع 14 يونيو. حالة غليان تلك التي شهدتها دواليب اللجنة الأولمبية الوطنية، على بعد أيام من الموعد الانتخابي، بعد أن تم الطعن في أحد الأسماء المشكلة للائحة فيصل العرايشي، إذ تقدَّم مروان بيشي، رئيس جامعة البادمينتون، برسالة طعن في شرعية ممثِّل الأخيرة في اللائحة التي تقدَّم بها فيصل العرايشي للترشُّح لرئاسة اللجنة الأولمبية. في ظل هذا الوضع، لجأ ممثلو أزيد من 11 جامعة رياضية لاتخاذ خطوات تصعيدية قبل موعد الجمع العام، حيث لجؤوا إلى خبير قانوني لتوضيح الخروقات التي تشوب النظام الأساسي للجنة الأولمبية الوطنية، والذي سجلوا على أنه يتنافى مع القانون 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضية، وعلى ضوء ذلك تمت مراسلة وزارة الشباب والرياضة وتنبيه رئيس اللجنة الأولمبية في الموضوع. من هو فيصل العرايشي؟ رأى فيصل العرايشي النور يوم 19 يناير 1961 في مدينة مكناس، حصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الرياضية في الدارالبيضاء سنة 1978، ثم تابع دراسته العليا في الرياضيات العليا المتخصصة في فرنسا، قبل أن يحصل على دبلوم الهندسة من المدرسة المتخصصة للأشغال العمومية في باريس. حصل العرايشي سنة 1986 على "الماستر" في جامعة "ستانفورد" للعلوم في كاليفورنيا، قبل أن يشغل ما بين 1987 و1988 منصب مدير مكلف بإعادة هيكلة وإعادة تنظيم الشركة الشريفة للأشغال الإفريقية، وفي سنة 1989، أشرف على إدارة شركة "سيغما" في مجال الإعلام السمعي البصري. في سنة 1999، عينه الملك محمد السادس مديرا للتلفزة المغربية ثم مديرا عاما للإذاعة والتلفزة المغربية في 10 شتنبر 2003، وشغل منذ ماي 2005 منصب رئيس مدير عام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. العرايشي بالإجماع رئيسا للجنة الأولمبية الوطنية المغربية انتخب فيصل العرايشي، صبيحة 14 يونيو 2017، في الرباط، رئيسا جديدا للجنة الأولمبية الوطنية المغربية، وذلك خلال أشغال الجمع العام الانتخابي، بعد حصول لائحته على 27 صوتا من أصل 31 جامعة رياضية ممثلة باللائحة الناخبة، حيث تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي. وسيشكل مكتب العرايشي من كمال لحلو (رئيس جامعة رفع الأثقال)، عبد السلام أحيزون (رئيس جامعة ألعاب القوى)، فوزي لقجع (رئيس جامعة كرة القدم)، نوابا للرئيس، المأمون بلعباس العلوي (رئيس جامعة الكانوي كاياك) كاتبا عاما، ادريس حصا (رئيس جامعة السباحة) نائبا له، إضافة إلى عمر بلالي (رئيس جامعة البادمنتون) أمينا للمال، محمد مقتبيل (رئيس جامعة الكاراتي) نائبا له، بالإضافة إلى خمسة مستشارين، ويتعلق الأمر بكل من عبد الجواد بلحاج (جامعة الملاكمة)، محمد بلماحي (جامعة الدراجات)، يوسف فاتيحي (جامعة المسايفة)، الطاهر بوجوالة (جامعة الريكبي) وعبد اللطيف إدماحما (جامعة الغولف). * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com