نظم 50 شخص، السبت، في العاصمة البريطانية لندن، مظاهرة مناهضة للإسلام والمسلمين. وتجمع المتظاهرون أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية، بدعوة من حركة "رابطة الدفاع الإنجليزية" اليمينية المتطرفة، في ظل إجراءات أمنية مشددة. وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للإسلام والمسلمين، حملت في عدد منها كلمات مسيئة وشتائم، من قبيل "فليذهب الإسلام للجحيم"، و"لا لمزيد من المساجد والإرهاب". وفي مقابل المظاهرة المتطرفة، تظاهرة نحو 150 شخص، بدعوة من منظمة "معًا ضد الفاشية"، في المكان نفسه، رفضًا لتحرك "رابطة الدفاع الإنجليزية". وردد المشاركون بالتظاهرة الثانية شعارات من قبيل "اخرجوا من شوارعنا يا حثالة النازية"، و"أنتم إرهابيون"، كما حملوا لافتات كتب عليها "لا للنازيين". ومع ترديد شعارات من كلا الطرفين، وقعت مواجهات مع الشرطة التي حالت دون اندلاع صدامات بين المتظاهرين. يذكر أن الحوادث التي تستهدف مسلمين، أو ما يعرف بظاهرة "الإسلاموفوبيا"، سجلت ارتفاعا كبيرا في بريطانيا، عقب هجومي "مانشستر"، و"لندن" الإرهابيين اللذين وقعا في مايو/أيار الماضي ويوليو الجاري. وبحسب معطيات مشروع "تيل ماما" (منظمة غير حكومية) لرصد الاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا، فإن نسبة جرائم الكراهية التي وقعت خلال الأسبوع التالي لهجوم مانشستر، ارتفعت بنسبة 471% مقارنة مع الأسبوع الذي سبقه. والأحد الماضي، دهس أحد الأشخاص بشاحنة كان يقودها مصلين أمام مسجد فنزبري بارك شمالي لندن، في هجوم إرهابي إسلاموفوبي، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 8 آخرين. وفي 22 مايو الماضي، استهدف تفجير إرهابي قاعة حفلات في مدينة مانشستر؛ أودى بحياة 22 شخصًا، بينهم أطفال، وتبناه تنظيم "داعش" الإرهابي. وبحسب بيانات بلدية لندن، فإن المعدل اليومي لحوادث الإسلاموفوبيا بالعاصمة ارتفع من 3 حوادث إلى 20 حادثة عقب هجوم جسر لندن. وشهدت لندن في 3 يونيو الجاري، هجومًا مزدوجًا أسفر عن سقوط 7 قتلى، ونحو 50 مصاباً، فيما تمكنت الشرطة من قتل منفذي الهجوم الثلاثة. ويبلغ عدد المسلمين في بريطانيا نحو 2.8 مليون، أي ما يعادل 4.4 % من إجمالي السكان.