أوضاع مزرية تلك التي يعيشها سكان دوار "تازروت" الصفيحي ببلدية عين عودة، الذي أتى على حوالي مائة مسكن، بعد أن التهمت النيران ليلة أمس الأخضر واليابس، منتقدين تعامل السلطات مع الواقعة، ومتهمين إياها برفض مد يد المساعدة لهم. وحسب ما عاينته هسبريس أجهزت ألسنة اللهب على لدوار الذي كان يضم عشرات الدور الصفيحية؛ فيما ظل السكان مشردين بدون أي غطاء يقيهم حر الجو، بينما أكد الكثيرون جهلهم لسبب اندلاع الحريق. وقال أحد ضحايا الحريق في تصريح لهسبريس: "تناولنا وجبة الفطور في دورنا وخرجنا لأداء صلاة التراويح وحين عودتنا وجدنا النار مشتغلة..أردنا إطفاء الحريق لكننا لم نتمكن من ذلك..جل أوراقنا بالداخل وأموالنا وكل شيء". وواصل المواطن المتضرر بالقول: "طلبنا من السلطات أن تجد لنا حلا، وطلبنا منها فقط الخيام، لكن دون جدوى..أين سنذهب؟..لا نجد من يمد لنا يد العون". وأكدت إحدى الضحايا أن كل ما هم في حاجة إليه الآن هو خيام تأويهم في انتظار حل، وطعاما يسدون به رمقهم، مردفة: "لم نفهم كيف اشتعلت النيران، نجونا فقط بأنفسنا..لم ننتشل لا أوراقنا ولا أي شيء.. كل شيء احترق.. لم يعد لدينا أي شيء.. نطلب فقط ما نأكل". وبدوره أفاد أحد الشهود العيان لجريدة هسبريس بأن بعض السكان ذهبوا ليجلبوا للمتضررين ما يأكلون، "لكن السلطات المحلية منعتهم من الوصول إليهم وظلوا جائعين، ليصوموا اليوم جائعين". السلطات المحلية أوضحت اليوم في بلاغ لها، أن الحريق الذي اندلع حوالي الساعة التاسعة من مساء أمس وتمت السيطرة عليه في حدود الثانية من فجر اليوم السبت، أتى على حوالي مائة سكن صفيحي دون أن يخلف خسائر في الأرواح. وأضافت المصادر ذاتها أن الحريق خلف إصابة سيدتين، واحدة بإغماء والأخرى بجروح طفيفة تم نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي سيدي لحسن لتلقي الإسعافات الضرورية، حيث غادرتا المستشفى صباح اليوم. ووفق المصدر ذاته، فإن مصالح عمالة الصخيراتتمارة عقدت، في إطار برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح ببلدية عين العودة، عدة اجتماعات مع ممثلي الساكنة، حيث ستشرع الأسبوع المقبل في عملية إعادة إيواء قاطني هذا الحي الصفيحي الذي يأوي حوالي 400 أسرة.