على إيقاع التكبير، انطلقت جنازة عمر بن ميمون إعمراشا، والد الناشط ب"حراك الريف" المرتضى، والذي أطلق سراحه مؤقتا من سجن سلا، مع وضعه تحت المراقبة القضائية وإغلاق الحدود في وجهه، بعد قبول عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق رئيس الغرفة الأولى بمحكمة الاستئناف بالرباط، لملتمس السراح المؤقت المقدم من لدن المحامي محمد طبال، عن هيئة الرباط. ومباشرة بعد صلاتي الجمعة والجنازة بمسجد "موروبيخو" بالحسيمة، انطلق الموكب الجنائزي خلف نعش الراحل مشيا على الأقدام صوب بلدة أجدير، حيث ووري جثمان الراحل الثرى، بحضور عدد كبير من ساكنة الحسيمة والنواحي. وكان والد المرتضى إعمراشا قد دخل في غيبوبة مباشرة بعد اعتقال ابنه بالحسيمة ونقله إلى مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حيث تقرر بعد التحقيق معه متابعته بقانون الإرهاب من أجل تحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية والإشادة بأفعال تكون أفعالا إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي، حيث وضع رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن سلا. "حسبي الله ونعم الوكيل"، و"لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله"... عبارات تكررت طيلة مسار الجنازة الذي تجاوز ال20 كيلومترا، حيث توقفت حركة سير العربات على ذات المسار الطرقي بشكل كلي، في غياب لأي مواكبة أمنية. المرتضى إعمراشا لم يتحدث طيلة جنازة والده، حيث بدا مصدوما، مكتفيا بذرف الدموع، في حين حاول الحاضرون من أقاربه وأصدقائه مواساته ومطالبته بالصبر والجلد. نعش الراحل وصل بعد ساعتين ونيف من المسير على الأقدام، وشهد محيط مقبرة "المجاهدين" بأجدير مباشرة بعد انتهاء عملية الدفن تنظيم وقفة احتجاج ردد خلالها "نشطاء الحراك" شعارات منتقدة ل"المقاربة الأمنية المعتمدة على تعنيف المحتجين واعتقالهم والزج بهم في السجون"، وفق تعبيرهم. المحتجون على طول الطريق الساحلي طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين دون قيد أو شرط، معلنين التصعيد إلى غاية الاستجابة للمطالب المرفوعة منذ قرابة الثمانية أشهر من مقتل سماك الحسيمة محسن فكري.