ساعات قليلة بعد قرار المغرب اتخاذ موقف محايد وإيجابي حيال الأزمة الخليجية، وبسط يده لأية وساطة لحل المشكلة بين بلدان خليجية مع دولة قطر، قررت المملكة إرسال أطنان من المواد الغذائية إلى قطر. وأفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في بلاغ لها اليوم الاثنين، إنه "بأمر من الملك محمد السادس نصره الله قررت المملكة المغربية إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر". وبحسب البلاغ ذاته، يأتي هذا القرار تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية، مصداقا للآية الكريمة "شهر رمضان الذي أُنزل فيه الْقرآن هدى للناسِ وَبيِنات من الْهدىٰ وَالْفرقان". وتؤكد المملكة المغربية، يضيف البلاغ، أن هذا القرار لا علاقة له بالجوانب السياسية للأزمة القائمة بين دولة قطر ودول شقيقة أخرى، حيث أن موقف المغرب بشأنها، كان موضوع بيان مفصل لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، صدر أمس الأحد. وكان بلاغ الخارجية قد أورد أمس بأن الملك دعا مجموع الأطراف لضبط النفس، والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر، وتجاوز هذه الأزمة وتسوية الأسباب التي أدت إليها بشكل نهائي، انسجاما مع الروح التي ظلت سائدة داخل المجلس الخليجي. واسترسل المصدر ذاته بأن المملكة المغربية، التي تربطها علاقات قوية بدول الخليج في كافة المجالات، رغم أنها بعيدة عنها جغرافيا، تشعر أنها معنية، بشكل وثيق، بهذه الأزمة دون أن تكون لها صلة مباشرة بها"، مردفا بأن المملكة المغربية تفضل حيادا بناء لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة. وأعلنت الرباط بسطها يد الوساطة في هذه الأزمة، حيث قال البلاغ "إذا أبدت الأطراف الرغبة، فإن المغرب مستعد لبذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات. وعبرت المملكة المغربية، يستطرد البلاغ، عن الأمل في أن يشكل شهر رمضان الفضيل عامل إلهام لروح التضامن والتوافق الضروري من أجل تجاوز الخلافات الحالية، حتى يبقى مجلس التعاون الخليجي نموذجا للتعاون الإقليمي، ومحركا للعمل العربي المشترك ".