تحولت احياء باريس التي يقطنها مسلمو فرنسا الى الشرق اذ سيبدأوا اعتبارا منذ مطلع الاسبوع حيث انهم سيباشرون اعتبارا من بداية الاسبوع المقبل صيام رمضان. وستحدد السلطات الدينية ليلة التاسع والعشرين من شعبان من التقويم الهجري الذي يصادف هذه السنة الاحد 31 يوليوز. وحسب رصد هلال رمضان ستحدد ما اذا سيبدا الشهر في الاول او الثاني من غشت. لكن الفلكي الفيزيائي نضال قسوم يرى انه لا شك ان هلال رمضان سيظهر بالمنظار او بمجرد الرؤية في عدة مناطق من الكرة الارضية (افريقيا الشرق الاوسط ومختلف بلدان اميركا)، اعتبارا من مساء الاحد وبالتالي سيبدأ الصيام في اليوم التالي كما افاد موقعه على الانترنت. وفي فرنسا، يعلن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية موعد بداية رمضان وهو الذي ينظم حفلا في جامع باريس الكبير حيث سيصعد المؤذن رمزيا الى المئذنة لرصد الهلال. غير ان احياء باريس التي تعج بالمسلمين شهدت تحولا. ففي حي "باربيس" (الدائرة الثامنة عشر) عدلت المطاعم وجباتها وغيرت المحلات التجارية نشاطاتها لتكرسها للحلويات الشرقية وغيرها من مستلزمات رمضان. وعلى الجدران ظهرت ملصقات صغيرة تدعو المؤمنين الى التبرع بالاغذية والمال. وقال الشيخ محمد صالح حمزة امام جامع شارع ميرها لفرانس برس "اننا نوزع ما بين 500 الى 700 وجبة غذائية في اليوم". وافاد استطلاع اجراه معهد ايفوب ان في 2009 قال حوالى سبعين في المئة من مسلمي فرنسا انهم مواظبون على صيام رمضان مقابل ستين بالمئة قبل عشرين سنة، وبات يلتزم بالصيام، ليس فقط المسلمين غير المواضبين على بقية الشعائر الدينية بل ايضا اشخاص غير متدينين. وقال المفكر مالك شبل ان "رمضان في جوهره ظاهرة اجتماعية: مسلمو فرنسا يشعرون في هذه الفترة تحديدا انهم ينتمون الى الامة الاسلامية في العالم".وهي فعلا فترة يغيرون خلالها سلوكهم ليتطابق مع بلدهم الاصلي. وسواء في المطابخ او المطاعم ستنتشر خلال رمضان رائحة "الشوربة" و"الحريرة" الحساء المليء بالتوابل الذي يفضل الصائمون الافطار عليه عندما اذان المغرب (21,33 الاثنين المقبل في منطقة باريس). وفي اغلب الاحيان ينتظر الصائمون تلك اللحظة وهم يستمعون الى اذاعات مجموعاتهم التي تكيف برامجها مع رمضان وتبث اضافة لاذان المغرب، برامج دينية وتراتيل قرآنية بينما تتحول جميع العائلات الى مشاهدة القنوات التلفزيونية العربية على حساب القنوات الفرنسية. واكثر من ذي قبل بات المسلمون يترددون على المساجد لاداء صلاة التراويح، بين صلاتي المغرب والعشاء والتي يتلى خلالها كل مساء ما تيسير من القران على ان يكون ختمه "ليلة القدر" (الليلة السادسة والعشرين من رمضان).