قررت وزارة شؤون الإعلام بمملكة البحرين وقف إصدار وتداول صحيفة "الوسط" الأكثر انتشارا في البلاد، بعد نشرها، في عدد اليوم الأحد، مقال رأي يتناول أحداث "حراك الريف"، وتغطية لليوم الثامن على التوالي من الاحتجاجات المتواصلة بمدينة الحسيمة. وكالة أنباء البحرين الرسمية نشرت بلاغا مقتضبا للوزارة المذكورة، جاء فيه أن "وزارة شؤون الإعلام تقرر وقف إصدار وتداول صحيفة الوسط حتى إشعار آخر، لمخالفتها القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكة البحرين بالدول الأخرى". وزاد البلاغ أن هذا المنع من الصدور يأتي بعد نشر جريدة "الوسط"، الأكثر مقروئية في البحرين، "مقالا في عدد اليوم الموافق 4 يونيو 2017 في الصفحة 19 والمتضمن لإساءة لإحدى الدول العربية الشقيقة"، بدون أن يتحدث البلاغ عن أية دولة عربية "طالتها الإساءة". وبالعودة إلى النسخة الورقية من الجريدة، تضمن عددها الصادر اليوم الأحد تغطية لاحتجاجات الحسيمة المطالبة بإطلاق سراح ناصر الزفزافي، أحد أبرز قادة الاحتجاج بالريف، وباقي المعتقلين في هذا الملف. غير أن المقال الذي أثار حفيظة السلطات البحرينية لم يكن سوى مقال رأي بقلم الكاتب قاسم حسين، جاء في الصفحة 19 تحت عنوان: "احتجاجات الحسيمة المغربية تعيد قرع الأجراس". أومن أهم ما جاء في المقال، اعتبار الكاتب أنه "بعد أن غرق قلب المشرق العربي في القتال والدم وصمت القبور، دبّت الحركة فجأةً في المغرب العربي، حيث تحرّكت الأحداث وعادت لتتصدر نشرات الأخبار"، في إشارة إلى احتجاجات الحسيمة، مضيفا أن "البلدان العربية التي واجهت الربيع العربي قبل سبعة أعوام، كلها كانت قد وصلت إلى طريق مسدود، وباتت تواجه أزمة سياسية واقتصادية عميقة، إلا أن المغرب ترك المجال للمعارضة لتجربة الحكم، فوجدت نفسها في مواجهة المشاكل اليومية التي يكتوي بها الناس". وبعد أن ذكّر بسياق الانتخابات الأخيرة بالمغرب وفشل حزب العدالة والتنمية في بناء تحالف حكومي وإعفاء زعيمه عبد الإله بنكيران وتعويضه بسعد الدين العثماني، أبرز كاتب المقال أن مهمة العثماني "لم تكن سهلةً، في ظل تراكم المشاكل، ولم يمضِ أكثر من شهر حتى انفجر الوضع في منطقة الريف المغربي في الشمال. وإذا كان ذلك يشكّل مفاجأةً للمراقبين في الخارج، إلا أن المغاربة يقولون إنها لم تكن مفاجِئةً على الإطلاق، فالمشكلة لها جذورها التاريخية التي تغذّيها صعوبات الحياة الحالية، وليس هناك حركة احتجاج أو غضب جماهيري كما نشاهده اليوم في مدينة الحسيمة (56 ألف نسمة)، تنطلق فجأةً دون مقدمات، فالشعوب لا تثور أو تحتج لمجرد اللعب أو مشاغبة السلطة، وإنّما تتحرك إذا شارفت على حافة المنحدر". وربط الكاتب قاسم حسين بين ما وقع لمحسن فكري من حادث مأساوي، وبين حالة حرق البوعزيزي لنفسه بتونس، قبل أن يضيف أن هذه "الحركة الاحتجاجية أحرجت الإسلاميين الممسكين بالحكومة، فبقيت ملتزمةً الصمت لفترة طويلة، وقبل أن يطلق العثماني تصريحه الأول بشأن الأحداث كانت الحكومة قد أنزلت القوات العسكرية لمواجهة الموقف، مع إطلاق الاتهامات بحقّ المحتجين، من تعكير الأمن الوطني والإفساد والخيانة ومحاولة الانفصال!" وأكدت صحيفة "الوسط" الخبر عبر بث البلاغ كما جاء على موقعها الإلكتروني، بدون أن ترفقه بتعليق أو توضيح بشأن المقال الذي أثار الجدل.