جيب يا فم لا لترييف المدن انطلقت الحملة الوطنية للتسرويل، حفاظا على نظافة مدننا من كل مظاهر الترييف. فعلى كل مواطن يملك جارّا ومجرورا أن يحذف ما سبق. وما سبق هو كمية الروث التي تخلفها الحمير والبغال. ولأنني مؤمن بأن شرح الواضحات من المفضحات، أقول لك إن الجار هو الحمار والمجرور هو العربة الخشبية بعجلتين. العملية بسيطة للغاية؛ تحتاج فقط إلى فوطة صحية تمتص البلل وتمنح حمارك راحة وانتعاشا. هكذا نضمن عدم انتشار الروث في شوارعنا الأنيقة. هل تشمون رائحة الروث؟ اطمئنوا. لن نلوث مدنكم بروث دوابّنا وبولها. سنسرولها. فأنتم قوم مرهفو الإحساس. لن نزعجكم بزعيقنا وزعيق دوابنا. نعرف أنكم حريصون على جمالية مدنكم وتكرهون أن نغزوكم نحن التتار. الهمج. البدو الأجلاف. لن نعكر صفوكم. عكّروا كما تريدون. وبأي لون تريدون. هناك سؤال صارخ ينبح في رأسي ككلب مسعور: لماذا تريدون ترييف مدننا؟ لماذا لا تمكثون في أريافكم ودواويركم مع بهائمكم؟ ربّوا بهائمكم. أكِّلوها التبن. ربّوا دجاجاتكم. ربّوا كلابكم وعلموها كيف تنبح جيدا وكيف تنهش جيدا. ومن لم يجد ما يربي، فليربي لحيته. لا أعتقد أنني أعيش في مدينة تنتمي إلى عصر الأنوار، فأغلب المصابيح الكهربائية مكسورة ومطفأة في دروبنا، لذلك يطلُع علينا قُطّاع الطرق ويسلبوننا أمننا وطمأنينتنا ويصرخون في آذاننا بمكبرات الصوت كي يفقدوننا أسماعنا وأبصارنا. هل هذه مدينة؟ عربات مجرورة بالدواب تتجول في أحيائنا الراقية. حمير تقلق راحتنا بنهيقها ليل نهار. باعة التبن والبرسيم منتشرون هنا وهناك. المتسولون يشهرون في وجوهنا عاهاتهم المصطنعة. الكلاب الضالة، الله يهديها علينا، تتربص بنا الدوائر وتتحين الفرصة لتمزيق سمّانة سيقاننا. الباعة المتجولون يبيعوننا معروضاتهم الفاسدة ويُسمعوننا كلامهم المستلهم من قاموس البذاءة. أكون أو لا أكون مدينيا أو ريفيا.إما أن تكون المدينة مدينة أو تكون ريفا. لا منزلة بين المنزلتين. رجاء أكّلوا الحمير الكثير من التبن. واحذروا أنياب الكلاب. وعودوا إلى قواعدكم. ودعوا مدننا جميلة هادئة رائعة آمنة مطمئنة. كتوقع بلاغ ضد العياشي أهم ما ينبغي أن تعرفه عن زعطوط هو أنه رجل مسالم. هو من النوع الذي إذا صفعته على خده الأيمن يعطيك خده الأيسر. وأصل الحكاية أن العياشي، جار زعطوط والباب في الباب، أقام حفلا غنائيا صاخبا بمناسبة ختان أطفال الحي. حفل ممتد لشهور بأيامها ولياليها. فقد قام العياشي بمبادرة وطنية كبيرة؛ حيث سجّل جميع أطفال الحي الذين لم يتطهروا بعد، وأحضر واحدا من كبار المطهّرين. وتم جزّ الفلقات، حتى آخر فلقة. المشهد مليء بالدماء ونظرات الخوف على الوجوه البريئة وأصوات العويل والصراخ وخوف الأمهات. زعطوط لم يعترض بل رحب بمبادرة العياشي كل الترحيب. فين كاين المشكل دابا؟ أصل المشكلة هو عندما طلب زعطوط من العياشي إسكات مكبرات الصوت. الرجل يطلب حقه في النوم والراحة. فهو مياوم يستيقظ مع الدجاج ليخرج بحثا عن رزق أولاده. العياشي ركب رأسه ورفض طلب زعطوط. العياشي اتهم زعطوط بأنه عنصر مدسوس يتلقى أموالا من الخارج من أجل نسف حفل الختان وإثارة الفوضى الخلّاقة. إلى ذلك، أكد العياشي بأن زعطوط مطالب بضرورة مواكبة الحفل والغناء فيه. مشهد النهاية: العياشي يشدخ رأس زعطوط بساطور. زعطوط يقدم بلاغا للسلطات ضد العياشي. راس الحانوت *حكومتك تضربك ولا تسمح لأحد بأن يضربك. فمن ضربته يده لا يبكي ومن ضربته حكومته يحكّها ويسكت. *سؤال: ألا تحب وطنك؟ ألا ترسم وطنك بألوان قوس قزح؟ يبدو أنك تعاني من نقص حاد في إفرازات هرمون الوطنية... الله يشافيك. دقة ببصلة نوجهها لبعض صنّاع الدراما الرمضانية في بلدنا السعيد. إنكم تنكّدون علينا من حيث تعتقدون أنكم ترفّهون علينا. نحلم بسلسلات فكاهية تُضحكنا على نقائصنا الاجتماعية والسلوكية ولا تضحك على أدقاننا. إذا مازال لديكم فائض من الرداءة، نرجو أن تبخلوا علينا به.. وإنها فعلا لدراما. [email protected]