رواجٌ غيرُ مسبوق تعرفه الأسواق والمحلات التجارية بمدينة وزان بمناسبة شهر رمضان، إذ يكثر الإقبال على مختلف المواد الغذائية والفواكه. ومن الفواكه الموسمية المحلية الأكثر حضورا على موائد ساكنة دار الضمانة ثمار التين أو "الباكور"، وفق المنطوق الجبلي لمدينة وزان. ويمتد موسم جني ثمار "الباكور" من شهر يونيو إلى شهر يوليوز؛ وهي الفترة التي تتزامن هذا العام مع شهر رمضان الأبرك، لتؤثث بذلك حبات التين موائد إفطار الصائمين إلى جانب أطباق أخرى تشتهر بها المدينة كالشريحة والقيد (التين المجفف) وغيرهما. تنتشر أشجار التين بالمغرب على مساحة تقدر ب42000 هكتار، أي ما يعادل 55 في المائة من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة. وتأتي مدينة وزان في المرتبة الثانية بعد إقليمتاونات من حيث المساحة المغروسة، بمساحة تصل إلى 3200 هكتار وبإنتاج سنوي يقارب 800 طن. أنواعٌ مختلفة رشيد احميمين، من أبناء مدينة دار الضمانة، قال إن بعض أشجار التين تنتج نوعين من الثمار "الباكور و"الكرموس". وتختلف التسميات من منطقة إلى أخرى؛ فنجد "المساري" و"الشتيوي" و"عنق الحمامة" والحمري" و"الغدان" (التين الأسود)؛ وغيرها. وأوضح رشيد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الباكور تمثل ثمار التين المبكرة"، مفيدا بأن الكرموس، على عكس الباكور، تحتاج "إلى الدُكَار" (تطعيم)؛ وهي ثمرة تين برية لا تؤكل باعتبارها حبوب لقاح ضرورية لإخصاب أشجار التين التي تجود بثمرات غاية في اللذة والمذاق والجودة، مشيرا إلى الشهرة التي تتمتع بها الفاكهة المباركة والتي وصلت إلى جل ربوع المملكة. وأضاف المتحدث ذاته، ضمن التصريح نفسه، أن "الزميتة، وهي بالمناسبة عبارة عن شعير أخضر مطحون بالرحى اليدوية يحمص بالفرن التقليدي، ترافق تقديم الفاكهة ذاتها على موائد إفطار الوزانيين خلال شهر الصيام. فوائد صحية تتميز ثمار الباكور الوزانية بحجمها الكبير ومذاقها الحلو؛ وهو ما يجعل منها طبقا غذائيا متوازنا للصائمين، إذ تحتوي حبة التين على كميات هائلة من السعرات تمد الجسم بفيتامينات B1وB2 وC والأملاح المعدنية والبروتينات والفوسفور والحديد والزنك والمغنزيوم. وتحتوي حبة واحدة من التين على غرامين من الألياف؛ وهو ما يعادل 20 في المائة من الاستهلاك اليومي، الموصى به في الأبحاث العلمية التي كشفت عن أن الألياف في الأطعمة ذات الأصل النباتي مهمة جدا لحسن سير العمل في الجهاز الهضمي، باعتبار أن التين لديها محتوى الألياف أعلى من أي فاكهة أو خضار. كما أثبت الدراسات أن الأطعمة التي تحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان لها تأثير وقائي ضد سرطان القولون، فضلا عن أن الأطعمة التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان تقلل من مستوى الكوليسترول في الدم بأكثر من 20 في المائة؛ لذا فهي تلعب دورا جوهريا في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.