على الرغم من الجولات الفنية العديدة التي قام بها داخل الوطن وخارجه، كشف الفنان الكوميدي عبد الرحمان أوعابد، المعروف ب"إيكو" كلقب فنيّ، أن عرض "هاشتاغ لاغتيست" الذي قدمه بمسرح "الأولمبيا" الفرنسي يعد بمثابة "حلم تم تحقيقه". وقال الكوميدي في حوار مع هسبريس: "صحيح أنني أشعر بالقليل من التوتر قبل أي عرض، لكن ما شعرت به وأنا أقف على هذا المسرح مختلف تماما؛ هو مزيج بين الرغبة في البكاء والفرح والخوف. استحضرت في تلك اللحظة أول ظهور لي على مواقع التواصل الاجتماعي بطنجرة الطبخ، وكيف اقتحمت قلوب المغاربة". وأضاف إيكو: "ما وصلت إليه اليوم هو بفضل من الله، الذي حباني بهذه الموهبة، والجمهور الذي أحبني وساندني"، مشيرا إلى أن مدير أعماله، رضا البرادي، "لعب دورا كبيرا في نجاح عروضه داخل المغرب وخارجه". وأبرز أوعابد أنه اختار أن يشاطر جمهوره مسيرته الفنية من خلال عرضيه "شتاتا" و"هاشتاغ لاغتيست"، وزاد: "العرض الأول اخترت أن يحكي إيكو عن بدايات عبد الرحمان وواقعه، وعن رحم الأم بما يسمح به من توظيف واسع للخيال في نص العرض، في حين اخترت أن يحكي عبد الرحمان، في العرض الثاني، عن شخصية إيكو والمراحل التي مر منها خلال تجربته الفنية، بدءً بالغناء في الأعراس ووصولا إلى عالم الأضواء والشهرة بصفته كوميديا، وكيف أثرت هذه الشخصية على حياته الخاصة". وفي السياق ذاته، أكد أوعابد أن شخصية "إيكو" لا يمكن أن تؤثر على شخص عبد الرحمان والمبادئ والأخلاق التي تربى عليها، واسترسل: "تظل شخصية إيكو هي المهنة التي أحترفها وأحبَّها الجمهور، وكلما أحسست بنوع من اللاتوازن أعود إلى التسجيل الذي كان أول ظهور لي على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يمكن أن أخجل من بداياتي والشكل الأول الذي ظهرت به، الأهم أني طورت نفسي للوصول إلى هذا المستوى"، مشيرا إلى أنه كان يحلم بأن يصبح محققا جنائيا؛ يفحص آثار الجرائم ويتوصل إلى حلول القضايا. وعن تجربته السينمائية في فيلم "فاضمة" الذي يجسد فيه شخصية "كريم"؛ الشاب المتكاسل الذي يعيش على نفقة والدته، قال الفنان الكوميدي: "قدمت لمخرج الفيلم، أحمد المعنوني، لقطة مرتجلة أعجب بها، وسرت على منوالها في الفيلم، دون خضوع لضوابط السيناريو المكتوب"، مبرزا أن "الكوميديا السينمائية في المغرب أصبحت تجد مكانتها ضمن الساحة الفنية، باختلاف أشكالها وأصنافها". وتعدت شهرة "إيكو" حدود المملكة بفضل شبكة الأنترنت، وتغيرت بذلك حياة عبد الرحمان أوعابد ليغدو كوميديا مشهورا استطاع اقتحام البيوت والقلوب كل المغاربة، ورسم البسمة على شفاه شريحة عريضة. وبدأ عبد الرحمان أوعابد، الشهير ب"إيكو"، مسيرته من مقهى في حي شعبي بسيط؛ حيث كان جالسا رفقة صديق له، ويقلد مشاهير كعادته، فيما شغل صديقه كاميرا هاتفه اوبدأ في تصويره، دون أن يدري "إيكو" الأمر، ليجد هذا الكوميدي بالفطرة تسجيلاته منتشرة على الإنترنت، فاتحة له آفاقا أرحب.