مع دخول شهر رمضان الكريم، طفا على السطح نقاش حول نظام المداومة أو الحراسة المعتمد من طرف صيدليات مدينة خريبكة، والقاضي بوضع برنامج أسبوعي يسمح لأربع صيدليات فقط بفتح أبوابها نهار السبت والأحد، وصيدليتيْن فقط في الفترة الليلية التي تبتدئ من الساعة التاسعة والنصف ليلا إلى غاية الساعة التاسعة من صباح اليوم الموالي. نظرا للتوسع العمراني الذي عرفته مدينة خريبكة في السنوات الماضية، صار عدد صيدليات الحراسة الليلية المحدّد في البرنامج الأسبوعي غير كافٍ، حسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية في أول عطلة نهاية الأسبوع من شهر رمضان، خاصة خلال الفترة ما بين صلاة التراويح العشائية ومنتصف الليل. ونظرا لازدياد حاجة المرضى إلى العلاج في أولى أيام شهر رمضان، توافد على إحدى صيدليتي الحراسة، ليلة أمس، عدد من الباحثين عن الأدوية، خاصة مسكّنات آلام الرأس والجهاز الهضمي ومضادات الأمراض المفاجئة، حيث لوحظ تجمهر العشرات من المواطنين داخل الصيدلية وأمام بابها، قادمين إليها من مختلف أحياء المدينة المترامية الأطراف. واضطر المحتشدون إلى انتظار الدور لعشرات الدقائق، دون أن يتمكن عدد منهم من اقتناء الأدوية المطلوبة، نتيجة نفادها بعد ارتفاع الطلب عليها، ما دفع المعنيين بالأمر إلى شدّ الرحال إلى غاية الصيدلية الثانية البعيدة. ومن بين المستائين من نظام المداولة بخريبكة، أوضح المهدي عسّال أن "هناك 4 صيدليات في النهار وصيدليتين فقط في الليل، وهو ما لم يعد مقبولا بخريبكة، خاصة بعدما توقّف أحد مراكز الهلال الأحمر عن لعب دور صيدليات الحراسة الليلية"، مشيرا إلى أن "النظام المعمول به حاليا يتسبب في مجموعة من المشاكل، منها الاكتظاظ، ونفاد الأدوية، وبُعد الصيدليات، وصعوبة العثور عليها وسط الأحياء السكنية". وطالب المتحدث ذاته، من خلال تصريحه لهسبريس، ب"ضرورة التعجيل بإعادة النظر في نظام الحراسة الليلية للصيدليات بخريبكة، ووضع برنامج يُراعي الكثافة السكانية والتوسع العمراني ل"عاصمة الفوسفاط"، خاصة في شهر رمضان الذي يزداد فيه طلب الأدوية في الفترات الليلية"، مشدّدا على أن الحل يتمثل في "توزيع الصيدليات الليلية على خمس أو ستّ مناطق بالمدينة لتوفير الأدوية وتقريبها من المواطنين". وفي المقابل، أوضح الصيدلاني نزار السكتاني أن "أغلب صيادلة مدينة خريبكة يتمنّون لو حُذف نظام المداومة الليلية بالمرّة، نظرا لحجم التعب والإرهاق الذي يصيب المعنيين بالأمر طوال الليل، مقابل مدخول مادي ضعيف أو متوسط"، مشدّدا على أن "الاكتظاظ المشار إليه، خاصة في شهر رمضان، لا يستمر بالوتيرة نفسها إلى غاية الصباح". وأكّد المتحدث ذاته أن "بعض المدن تستخدم تطبيقا رقميا مرتبطا بالموضوع، يتم تزويده بمعطيات حول عدد الساكنة والصيدليات المتوفرة والمؤسسات الصحية المتواجدة في المدينة، ويعمل على تحديد العدد المناسب من صيدليات الحراسة، وكيفية اختيارها وتوزيعها على الأسابيع والشهور"، مضيفا أن "مدينة خريبكة لم تستعمل التطبيق المذكور بعد، ما دفع الصيادلة إلى الاكتفاء بنظام أربع صيدليات نهارية واثنتين ليليّتين". وأضاف السكتاني، في تصريح لهسبريس: "إذا جرى استعمل التطبيق في خريبكة سيكون من الضروري، بناء على المعطيات المتوفرة، الرفع من عدد صيدليات المداومة"، مستدركا بأن "الحالات الاستعجالية التي تحتاج إلى صيدلية حراسة ليلية تبقى قليلة بالمدينة، حيث تقتصر أغلب المعاملات التجارية على بيع حليب الأطفال وبعض المراهم التي لا تدخل ضمن الحالات الاستعجالية".