قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وسلم سيشفع للبشرية كلها، وليس للمسلمين فقط، موضحًا أنه ستكون له سبع شفاعات يوم القيامة؛ وأضاف في ثالث حلقات برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، أن الشفاعة الأولى للبشرية كلها، "مسلم وغير مسلم، كافر ومؤمن، إذ سيأتيه الناس وقتها بينما الشمس تدنو من الرؤوس، ويغرق الجميع في عرقهم، فيجتمع على الناس كل أسباب الخوف، فيطلبون شفاعة النبي بعد أن يتوجهوا إلى سائر الأنبياء والمرسلين، فيقول: أنا لها فيسجد تحت العرش فيحمد الله بمحامد لم يحمد بها إنسان من قبل، فيقول الله: يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وصل تعطي، فيقول يا رب أشفع في أن يبدأ الحساب للبشرية كلها..رحمة عالمية رحمة للعالمين". وأوضح عمرو خالد أن "الشفاعة الثانية هي شفاعة خاصة بأمته، فتشرب من يد النبي شربه هنيئة لا تظمأ بعدها أبدًا". "أما الشفاعة الثالثة فهي للعصاة الذين ارتكبوا معاصي كبيرة في حياتهم، فيشفع لهم أن يخفف عنهم ربنا، وأن يرحمهم"، يزيد خالد، وأشار إلى أن "الشفاعة الرابعة أن تنجو أمته من النار"، وزاد: "يقول كل نبي يوم القيامة نفسي نفسي، إلا النبي يقول أمتي أمتي..أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يبقى في النار إلا العصاة شديدو العصيان". ولفت خالد إلى أن "الشفاعة الخامسة هي الشفاعة لمن بقى في النار من أمة محمد، إذ يقول: يا رب اشفع لأمتي من بقى في النار، فيقول الله يا محمد اذهب واخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"، وذكر أن "الشفاعة السادسة هي شفاعة لناس مخصوصة تخرج من قبرها على الجنة بدون حساب أو عذاب، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فيقول لي الله يا محمد هذه أمتك ومعهم 70 ألفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب فاستزدت ربي فزداني مع كل 100 ألف سبعين ألفا، يعني 4 ملايين وتسعمائة ألف""؛ وقال إن "شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بأن ترافقه في الجنة شرطها حسن الخلق.."أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم خلقًا"". من جهة أخرى، استعرض خالد العديد من العلامات والإشارات التي ظهرت في طفولة النبي صلى الله عليه وسلم، تمهيدًا لنبوته، والتي أجملها في 7 نقاط أساسية أهله بها الله ليكون نبي آخر الزمان، وأورد أن النقطة الأولى عندما كان يصحبه عبد المطلب إلى جلساته مع سادة قريش عند الكعبة، وهو يتحدث معهم في أحوال قريش، فكان يلاحظ أن النبي لا يقوم ليلعب مع الأطفال، كان ينصت إلى حديثهم، فكان جده ينظر إلى سادة قريش ويقول لهم: إن ابني هذا سيكون له شأن. وعلق خالد قائلاً: "لذا من الضروري أن نصحب أولادنا، ليس للهو فقط، بل للجلوس مع جلسات الكبار، يستمعون إلى ما يدور بينهم من نقاش وتبادل للأفكار، لأن هذا سيترك أثره في حياتهم، ويؤدي إلى نمو تفكيرهم بسرعة أكبر من أقرانهم". أما النقطة الثانية التي أشار إليها خالد فهي أنه عندما أرسلته أمه وجده إلى بادية بني سعد، عند مرضعته حليمة السعدية، اكتسب النبي هناك قوة جسمانية هائلة، ظهرت حين هاجر إلى المدينة، حتى إنه ظل يشارك في المعارك وعمره 60 سنة؛ كما أكسبته مهارة لغوية، إلى درجة أن أبا بكر الصديق كان يقول للنبي: يا رسول الله ما رأيت أفصح منك لسانًا، فيقول: وما يمنعني يا أبا بكر وأنا من قريش وربيت في بني سعد". وقال خالد: "هذا يفرض علينا أن نعلم أولادنا اللغة الأم، ونقوم بتأسيسهم بدنيًا في مرحلة الطفولة، حتى يشبوا أقوياء في اللغة والجسد". فيما كانت النقطة الثالثة أن النبي عندما كان في بادية بني سعد جاء الملك فشق صدره، وغسله من الداخل ثم رده، وهي قصة - قال خالد - إن لها بعدا رمزيا، وآخر ماديا؛ الأول أن كل قلب بحاجة إلى أن يغسل من داخله، والثاني يكمن في أن هذه الواقعة ترد على بعض الناس ممن يطالبون بدليل مادي على أن النبي كان يؤهل من صغره لأن يكون نبي آخر الزمان. النقطة الرابعة أن النبي – وكما يحكي خالد - وهو طفل، أجاد أربع رياضات مشهورة في عصره: السباحة، وهو يقول: أحسنت العوم في بئر بني عدي بن النجار.. وأجاد ركوب الخيل ورمى السهام والجري.."فعلم ابنك أكثر من رياضة، خاصة السباحة، لأنها ستساعده كثيرًا في تكوين شخصيته". أما النقطة الخامسة فهي عندما كان عمر النبي 6 سنوات قطع 450 كيلومترا مع والدته إلى المدينةالمنورة، من أجل صلة رحمه، كي يزور أخواله بني النجار، فكان أوصل الناس للرحم.."علموا أولادكم صلة رحمهم في صغرهم، اجعلوهم يتوادون ويزورون أقاربهم". النقطة السادسة كانت في طريق العودة، إذ مرضت أمه، ودفنها في منطقة "الأبواء" على حدود مكة بنفسه، وكانت معه السيدة أم أيمن، وحين فتح مكة بعد حوالي أكثر من 40 سنة مر على "الأبواء"، ووقف أمام قبر أمه، وبكى حتى أبكى جيش المسلمين كله، وقال: تذكرت أمي فرق قلبي لها، فلازال يتذكر في ذهنه مشهد دفن أمه.. وعلق خالد قائلاً: "إياكم أن تحرموا طفلاً من أمه، كما يفعل البعض بعد انفصاله عن زوجته، فالرحمة تثمر رحماء، والقسوة تخرج جبابرة". بينما كانت النقطة السابعة أنه في عمر 8 سنوات مات جده عبد المطلب، واعتبر خالد ذلك إشارة من ربنا إلى أنه "لم يعد لك إلا الله يا محمد، ليس لك سند في الدنيا إلا ربنا، لذا كان النبي يقول: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، كما كان وحيدًا ليس له أخ.."فقد تكون في الدنيا وحيدًا لحكمة يعلمها الله لتسعد الأيتام".