يفتح جامع "الخرقة الشريفة" في إسطنبول أبوابه أمام الزوار خلال شهر رمضان، اعتبارا من يوم الجمعة 2 يونيو المقبل. وأخذ الجامع اسمه من بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الموجودة بداخله، والتي أهداها النبي للتابعي أويس القرني. وقال حفيد التابعي أويس، من الجيل ال 59، باريش سامر، الذي يتولى مهمة الحفاظ على البردة، من داخل جامع الخرقة الشريفة الواقع في حي بالاسم نفسه، بمنطقة "فاتح" في إسطنبول، إنه يتم الحفاظ على البردة التي ارتداها النبي ليلة الإسراء والمعراج، منذ زمن النبي إلى الوقت الحاضر. وأضاف أن البردة انتقلت للتابعي أويس القرني، عقب وفاة النبي محمد، عن طريق الصحابيين علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب اللذين التزما بوصية النبي بهذا الخصوص. وأشار إلى أن "أويس القرني ذهب إلى المدينة من أجل رؤية نبينا عليه الصلاة والسلام، إلا أنه لم يستطع رؤيته لأنه كان في معركة تبوك، وعاد أدراجه إلى اليمن مضطرا من أجل أمّه المريضة التي كان قد وعدها بالعودة". ولفت إلى أن النبي قد أوصى مقابل ذلك بإعطاء بردته إلى أويس القرني خلال رحلته بليلة الإسراء والمعراج، وقد التزم الصحابيان بالوصية، وانتقل أويس القرني في ما بعد إلى شمالي العراق، واستشهد في معركة صفين عام 657 بجانب الصحابي علي ابن أبي طالب. وأوضح أن البردة انتقلت بعدها إلى شقيقه، ومنذ ذلك الحين وصلت إلى يومنا الحاضر عن طريق 59 جيلا من أحفاد التابعي أويس القرني. وأفاد سامر بأنه يتم الحفاظ على البردة داخل الغرفة التي تُحفظ فيها في جو خاص، ولا يتم إخراجها منها منذ افتتاح الجامع قبل أكثر من 160 عاما، والبردة الشريفة مصنوعة من الكتان والقطن والحرير. وأشار إلى أن البردة يتم الاحتفاظ بها داخل قسم زجاجي معزول عن الهواء، وأنه يتم الحفاظ على نسبة الرطوبة ودرجات الحرارة بداخله بشكل يتناسب مع مناخ الجامع. ونوه بأن بلدية إسطنبول ترعى الحفاظ على البردة الشريفة منذ 3 سنوات. وأكد أنهم سوف يفتتحون المكان أمام الزوار لمشاهدة البردة اعتبارا من الساعة 10:00 من صباح يوم الجمعة المقبل، مبيّنا أن مواعيد الزيارة خلال أيام الأسبوع سوف تكون من الساعة 10:00 إلى 18:00، ونهاية الأسبوع من الساعة 09:00 إلى 18:00، ويستمر ذلك حتى عصر اليوم الأخير من رمضان. ولفت إلى أن عدد زوار البردة بشكل عام يتجاوز المليون شخص سنويًا، وأكثر الأيام ازدحاما هو ليلة القدر؛ حيث يسمح بزيارتها في تلك الليلة حتى أذان الفجر. وأوضح أن الزوار سوف يتمكنون من مشاهدة شعرات من لحية النبي إلى جانب قميص داخلي له، بالإضافة إلى أستار الكعبة وقبعة وحزام للتابعي أويس القرني. ونوه سامر أن قادمين من سيبيريا وإفريقيا وشبه الجزيرة العربية والولايات المتحدةالأمريكية والشرق الأقصى هم من بين زوار البردة الشريفة، مؤكدا أنه تم تخصيص مصعد خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة الذين يرغبون في مشاهدة البردة. *وكالة الأنباء الأناضول