تميز الأسبوع الماضي بمجموعة من الأحداث التي طبعت الحياة السياسية والاقتصادية في موريتانيا؛ فقد واصلت السلطات الموريتانية استعداداتها لتنظيم الاستفتاء على تعديل الدستور المقرر منتصف يوليوز القادم. وبعد الأنباء التي ترددت عن عزم النظام تأجيل الاستفتاء، بدأ رؤساء وأعضاء الفروع الجهوية والمحلية للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، الذين سيشرفون على تنظيم الاستفتاء الدستوري يوم 15 يوليو القادم، في الالتحاق بمختلف مناطق تدخلهم. وبدأ عمل هذه اللجان والفروع في إنجاز إحصاء إداري ذي طابع انتخابي تكميلي تمهيدا لتنظيم استفتاء دستوري على مستوى كافة الولايات والمقاطعات والمراكز الادارية. ويبلغ عدد اللجان الجهوية 15 لجنة، تتكون من 75 فردا، في حين يبلغ عدد اللجان المقاطعاتية 55 لجنة، تضم 220 فردا، إضافة إلى 31 لجنة في المراكز الإدارية ب 93 عنصرا. ويهدف الإحصاء التكميلي إلى مراجعة السجل الانتخابي لاستكمال اللائحة الانتخابية التي سيجري على أساسها الاستفتاء المقبل انطلاقا من تلك التي نظمت على أساسها الانتخابات الرئاسية 2014 . وموازاة مع بدء عمل لجان الاحصاء الانتخابي، طالبت المعارضة الموريتانيين بالتسجيل بكثافة في اللوائح الانتخابية لإظهار رفضهم للتعديلات الدستورية، واعتبرت أن النظام يحاول زرع الفتنة بين فئات الشعب من خلال الأحداث التي عكرت صفوة اللحمة الوطنية مؤخرا، وانتقدت سعيه إلى تبديد الأموال الطائلة في تعديل الدستور وتغيير علم البلاد ونشيدها الوطني وإلغاء محكمة العدل السامية، بدل حل مشاكل المواطنين. وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلنت موريتانيا عن سعيها إلى إنشاء سوق للأوراق المالية مطابقة للشريعة الاسلامية؛ فقد كشف محافظ البنك المركزي، عبد العزيز ولد الداهي، أن البنك يسعى، مع وزارة الاقتصاد والمالية، إلى إنشاء سوق نقدية مطابقة للشريعة الاسلامية تهدف إلى الرفع من أداء السوق النقدية وتطوير المالية الاسلامية بشكل يتماشى مع تطور وتنوع المنتجات المالية في الاقتصاديات الحديثة. وأكد أهمية الاقتصاد الاسلامي في الاقتصاد العالمي ومكانته وتسارع وتيرة التعامل به وحجم نموه، فضلا عما يجلبه من منتجات مضمونة بالنسبة للمستثمرين الذين لا يرغبون في المعاملات المالية التقليدية، وقوته على التصدي للازمات المالية التي أدت بالعديد من البنوك والمؤسسات المالية إلى الانهيار. وعلى صعيد آخر، انطلقت بعموم التراب الموريتاني، الدروس الدينية المواكبة لاستعدادات الموريتانيين لشهر رمضان المبارك؛ أهمها الدرس الذي قدمه الشيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا، مساء أمس السبت، أمام المئات من المواطنين بمقاطعة السبخة بنواكشوط، عن دور شهر رمضان في التآخي بين الناس. وتحدث ولد الددو خلال محاضرته عن بناء الإخاء، وعن شهر رمضان وماله من فضل عظيم، مذكرا بضرورة التآخي والتواد بين الناس، مضيفا أن شهر رمضان فرصة للتسامح والتآخي بين المسلمين. وعلى الصعيد الإعلامي، نظمت نقابة الصحافيين مؤتمرها الثالث تحت شعار "جسم صحافي موحد ضمان للحقوق"، بحضور مئات من الصحافيين العاملين في المؤسسات الاعلامية العمومية والخاصة والمواقع الإخبارية، وضيوف من عدد من الدول العربية والإفريقية والأوروبية. واستعرض نقيب الصحافيين، أحمد سالم ولد مختار السالم، الانجازات التي تحققت في السنوات الماضية، وفي مقدمتها تعزيز مجال التكوين للصحافيين وتوسيع علاقات التعاون مع الهيئات والمنظمات الوازنة في المشهد الإعلامي الدولي، والعمل على الدفاع عن حقوق الصحافيين المادية والمعنوية، وطالب الحكومة بالتسريع بالمصادقة على قانون الاشهار.