تباينت ردود فعل الطبقة السياسية الفرنسية من اليمين إلى اليسار حيال التشكيلة الحكومية الجديدة التي تم الإعلان عنها اليوم الأربعاء، بين الترحيب والانتقاد. وفي وقت سابق اليوم، أعلن الأمين العام لقصر الإليزيه، ألكسي كولر، في بيان، عن التشكيلة الحكومية الأولى في ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون، ضمّت 22 عضوا دون اعتبار رئيس الحكومة، نصفهم من النساء. ومن اليمين الفرنسي، انتقد الأمين العام لحزب "الجمهوريون"، برنار أكوير، في بيان له، ما اعتبره "فريقا وزاريا يهدف إلى طمس الخطوط العريضة للفرنسيين خلال حملة الانتخابات التشريعية". وأضاف أن "أعضاء عائلتنا السياسية ممن فضّلو الانضمام إلى الحكومة، لم يعودوا أبدا جزءا من الحزب"، في إشارة إلى كل من برونو لو مير (وزير الاقتصاد)، وجيرالد دارمانين (وزير العمل والحسابات العامة). من جانبه، أعرب فرانسوا باروان، الذي يقود الحملة النيابية ل "الجمهوريون"، عن "أسفه الشخصي"، معتبرا، مع ذلك، أن تعيين أعضاء من الحزب في الحكومة لا يمسّ بعلاقة الصداقة التي تجمعه بهم وبرئيس الوزراء إدوارد فيليب المنتمي للحزب ذاته. بدوره، اعتبر إيريك وويرث، المكلّف بمشروع الحزب "الجمهوري" في الانتخابات التشريعية المقبلة، أن الحكومة الجديدة أثبتت "فشل عملية الاستقطاب يمينا"، في إشارة إلى محاولة ماكرون استقطاب نوّاب اليمين للحصول على الأغلبية البرلمانية في الاقتراع المقبل. وأضاف في تدوينة عبر "تويتر": "إدوارد فيليب يميني على رأس حكومة يسارية". من جانبه، أشاد كريستوف لاغارد، رئيس حزب "اتحاد الديمقراطيين والمستقلين"، ب "الطابع الأوروبي جدا" للحكومة الجديدة، معتبرا أنه "أمر جيد في وقت يحتاج فيه الاتحاد الأوروبي إلى صياغة حقيقية جديدة". أما نيكولا دوبون- إينيان، رئيس حزب "انهضي يا فرنسا"، فقال في بيان إن "ماكرون وزع المناصب، بدعوى التجديد، على شخصيات تتبنّى خطا أوروبيا متطرّفا، ولديهم برنامج يرمي إلى ذوبان الأمّة الفرنسية ضمن مجموعة فوق وطنية، في تحدّ للديمقراطيات". ومن اليسار، جاءت أولى ردود الفعل من جان كريستوف كامباديليس، السكرتير الأول ل "الحزب الاشتراكي"، الذي انتقد ما اعتبره "حكومة جديدة لكن ليس حكومة تجديد"، كما سبق وأن وعد بذلك ماكرون وفيليب. وذكر الحزب، في بيان، أنه مع انضمام لو مير ودارمانين إلى الحكومة، فإن ذلك "سيؤمّن لإدوارد فيليب القدرة على تبني سياسة اقتصادية يمينية". وانتقد الحزب ذاته تغييب وزارتي السكن وحقوق المرأة. ماتيوآنوتان، النائب الاشتراكي عن إقليم "سين سان دوني" مدير الحملة الرئاسية الأخيرة للمرشح الخاسر بنوا آمون، كتب، من جهته، عبر "تويتر" يقول: "بعد تولي إدوارد فيليب رئاسة الوزراء، يدخل برونو لو مير وجيرالد ردامانين.. فهل بإمكان أي شخص التفكير بأن هذه الحكومة ليست يمينية؟". في المقابل، أشاد دانيال كوهن بنديت، النائب الأوروبي السابق أحد داعمي ماكرون، بما أسماه ب "عبقرية" الرئيس في ما يتعلق بضم نيكولا هولو إلى الحكومة وزيرا للبيئة. واعتبر، في تصريح لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه "للمرة الأولى سيكون هناك توازن بين البيئة والاقتصاد في الحكومة". *وكالة الأناضول التركية