في سادس ليالي مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، احتفت "منصة سلا" بالتراث الموسيقي الحساني في أمسية اتسمت بحضور نسائي صرف على الركح الغنائي. وافتتحت "الليلة الحسانية" ابنة مدينة العيون مرواني، بباقة من المقطوعات الصحراوية الناجحة، بدءً بأغنية مديح، مروراً بمختارات عاطفية مثل "حسنا يا ليلى"، وغيرها من القطع التي زاوجت الإيقاع السريع، الذي يصنعه حوار آلات حديثة ك"الباتري" والقيثارة و"الأورغ،" بالطبل الصحراوي. وبرهنت باتول مرواني في الحفل الحي عن قدرة الإيقاع الحساني الأصيل على الدخول في تمازج موسيقي خلاق ومبدع مع مختلف الألوان الموسيقية، وعلى مصاحبة نصوص متنوعة بالحسانية والعربية الفصحى والدارجة أيضا. الفنانة رشيدة طلال اعتلت "منصة القراصنة" وافتتحت وصلاتها بأغنية "الأيام الجميلة" و"يا الصحرا"، قبل أن تفاجأ الجمهور بباقة من أغاني الراي، من قبيل "تبكي وتقول أنت عمري" للشاب عقيل، و"فابيني" لرضا الطالياني، وأخرى شعبية وعصرية. وبحيوية طافحة على المنصة، أتحفت الفنانة سعيدة شرف، بنبرتها الصحراوية الجلية، جمهور موازين بأغان حسانية دشنتها بالأغنية الشهيرة "ماني"، لتنقله إلى لون موسيقي سريع من خلال أغنيتها "كتبغيني ولا"، وقطعة "ولد مو". ومن جنوب الصحراء إلى الريف رقصت سعيدة شرف على إيقاعات "الرگَادة" في أغنية "كع كع يازبيدة"، وردد معها الجمهور أشهر الأغاني الشعبية، من قبيل "سيدي حبيبي"، و"دور بها الشيباني". ومن وحي تجربتها الفنية، انكبت سعيدة شرف على مجال التحديث والمزج الإيقاعي والانفتاح على باقي الألوان الموسيقية، ما تعتبره رهاناً أساسياً لإخراج اللون الحساني من المحلية والتحليق به في المحافل والجغرافيات الفنية والثقافية المختلفة.