فتحت الدورة الرابعة عشر لمهرجان موازين ايقاعات العالم، مساء الجمعة، نافذة للإطلالة على التراث الموسيقي الحساني من خلال الفنانة باتول مرواني، احدى أبرز الفنانات في هذا المكون الحيوي للتراث الوطني. ابنة مدينة العيون التي تعد من الأسماء القليلة التي أضفت لمسة نسائية مميزة على الغناء والموسيقى الحسانية ، أحيت أمسية شبه عائلية في قاعة رونيسانس، بحضور جمهور داعم لمسارها وملتف حول تجربتها الفنية. وقدمت باتول مرواني نخبة من القطع بمضامين متنوعة عاطفية ووطنية ودينية، وبايقاعات تتراوح بين اللون الحساني الأصيل والمزيج الإيقاعي الذي يحاور عوالم موسيقية اخرى، شرقية وغربية. بحيوية طافحة على المنصة، وبرفقة مجموعة موسيقية بارعة من خمسة أفراد، أتحفت الفنانة ذات النبرة الصحراوية الجلية، جمهورها، بباقة من قطعها الناجحة، بدءا بأغنية في مدح الرسول الكريم، ومرورا بمختارات عاطفية مثل " خليني عليك خليني"، "الليل وانا"، "يا بيي ما اغلاك علي"، " أنا وحدي فالدار" وغيرها من القطع التي يجمعها طابع الإيقاع السريع الذي يصنعه حوار آلات حديثة على غرار الباتري والغيثار والأورغ، فضلا عن الطبل الصحراوي. ومرة اخرى، برهنت باتول مرواني في الحفل الحي عن قدرة الإيقاع الحساني الأصيل على الدخول في حوار وتمازج فني خلاق ومبدع مع مختلف الألوان الموسيقية، وعلى مصاحبة نصوص متنوعة بالحسانية والعربية الفصحى والعامية الشعبية أيضا. يذكر ان وصول باتول مرواني الى منصة موازين تتويج لمغامرة فنية وإنسانية قوية. فقد اخترقت الفنانة نشاطا كان حكرا على الرجال، وأضفت على هذا اللون دينامية جديدة، وذلك بتشجيع من أبيها الذي يعتبر فنانا معروفا في الجنوب. ومن وحي تجربتها الفنية، تبدو باتول مرواني على قناعة راسخة بأن التحديث والمزج الإيقاعي والانفتاح على باقي الألوان الموسيقية رهان أساسي لإخراج اللون الحساني من المحلية والتحليق به في المحافل والجغرافيات الفنية والثقافية المختلفة. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)