بمزيج من البلوز والجاز والروك الكلاسيكي والغوسبيل والفانك، سافر نيل رودجرز، أيقونة فرقة "شيك" الأمريكية الشهيرة، بعشاق مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" في نسخته 16، عبر فترات من تاريخ الموسيقى العالمية، مقدما عرضا تاريخيا، في أول حفل من نوعه يقيمه بالمملكة. ابتداء من الغوسبيل، الغناء الكنسي المسيحي العريق، إلى آخر صيحات الموسيقى الإلكترونية، قدم رودجرز لمعجبيه بمنصة "أوليم" السويسي مختارات من أفضل ألبومات "شيك"، إلى جانب مقاطع شهيرة اشتغل عليها الفنان الأمريكي طيلة عقود مع أكبر نجوم الموسيقى العالمية، على غرار دافيد بووي، ومادونا، ومايكل جاكسون، وفرقة دافت بانك، وغيرهم. وبعد أن افتتح عرضه بأغنية "دانس دانس دانس" الشهيرة، التي عرفت تفاعلا كبيرا من طرف الحضور نظرا لإيقاعها الراقص، عرج رودجيرز على مقطع "أي وانت تو لوف" ذي اللمسة الرومانسية، قبل أن يلهب حماس جمهوره الرباطي بالقول: "أمارس أفضل مهنة في العالم، عملت مع كبار الفنانين حول العالم، وكتبت كلماتهم، وسنغني بعضها الليلة". واستعان رودجرز بآلات الترونبيت والباص والساكسوفون، التي طوعها أفراد فرقته ببراعة منقطعة النظير، فيما جعل هو قيثارته الكهربائية تخاطب الحاضرين بلغة كونية مشتركة، كما يفضل دائما أن يصف موسيقاه. وأدت فرقة شيك إحدى الأغاني الخالدة لمادونا، وهي أغنية "لايك آ فيرجين"، التي ساهم في إنتاجها رودجرز، الشيء الذي خلق جوا من الاحتفال الخالص، تعدى معجبيه ليصل الإحساس إلى شرائح مختلفة ممن قدموا لاكتشاف هذه الفرقة الغنائية ذات اللمسة "العجائبية". وكشف رودجرو، قبل حلوله بمنصة "أوليم" السويسي، أنه في غاية السعادة لحلوله لأول مرة بالمغرب، وهي الدعوة التي "طال انتظارها"، يقول مازحا في ندوة صحافية عقدها بالمناسبة، قبل أن يضيف: "هذا شرف لي ولفرقة شيك؛ ففي كل مرة نحل فيها ببلاد جديدة بالعالم، نحس بأننا التقينا عائلتنا الجديدة". وزاد عازف القيثار الشهير أنه "متحمس لمقابلة عائلتي الجديدة بالمغرب"، معتبرا أن الجمهور جزء مهم من العرض، ومساهمون أساسيون في إنجاحه، وهذا ما كان بالفعل؛ فقبل أن يرحل رودجرز عن المسرح، عبر عن امتنانه للحضور بحس كبير جعل معجبيه يحيونه طويلا بتصفيقات أكثر حرارة.