شن قراصنة هجمات باستخدام برمجيات أطلقوا عليها اسم "الفدية الخبيثة"، استهدفت عدداً من المنظمات في أزيد من 74 دولة في العالم، كان أكثرها تضرراً المستشفيات البريطانية، ومؤسسات ومنظمات متفرقة في الولاياتالمتحدة والصين وروسيا، وإسبانيا وإيطاليا، وفيتنام وتايوان. هذه الهجومات الإلكترونية واسعة النطاق التي طالت عشرات المنظمات والدول يوم أمس، دفعت المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية "يوروبول" إلى الحديث عن "هجوم إلكتروني منسق بشكل "غير مسبوق". وأفاد "يوروبول"، ضمن بيان له اليوم السبت، بأن الهجوم الأخير هو بمستوى غير مسبوق، وسيتطلب تحقيقا دوليا معقدا لمعرفة المذنبين"، مبرزا أن هناك تنسيقا مع وحدات الإجرام الإلكتروني في الدول المتضررة لمساعدة الضحايا. وزير الخارجية البريطاني يوريس جونسون، لم يخف في حوار صحفي اليوم أن تكون روسيا متورطة في الهجوم الإلكتروني الكاسح، وقال إن "احتمالا واقعيا" أن تحاول روسيا التدخل في الانتخابات التي ستجري ببلاده الشهر المقبل. وبالمقابل أفادت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد، اليوم، بأن الحكومة البريطانية لم تعرف بعد من يقف وراء الهجوم الإلكتروني الدولي الذي وقع أمس وعطل النظام الصحي في المملكة المتحدة. وقالت راد لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "ليس بمقدورنا إبلاغكم بمن وراء الهجوم. لا يزال هذا العمل جاريا"، وأضافت أن الحكومة لا تعرف ما إذا كان الهجوم بتوجيه من حكومة أجنبية. من جانبها أكدت وزارة الداخلية الروسية، اليوم، أنها تمكنت من منع تسرب أية معلومات حساسة تخص عملها بعد الهجوم الالكتروني بالفيروس الذي تعرضت له أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالوزارة. وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، إيرينا فولك "في الوقت الحالي، تم احتواء نشاط الفيروس وتم منع تسرب أي معلومات خاصة بالعمل من الأنظمة المعلوماتية، التابعة لوزارة الدفاع الروسية". وعلى صعيد ذي صلة، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز عن رفع التأهب الإلكتروني لحماية البنية التحتية للطاقة والمياه في إسرائيل، حسبما ذكرت اليوم السبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. وكشفت مصادر إعلامية دولية بأن القراصنة الذين نفذوا الهجمات الإلكترونية العالمية استغلوا ثغرة في نظام تشغيل مايكروسوفت سربتها مجموعة من القراصنة الشهر الماضي وأطلقت بسببها الشركة تحديثا أمنيا في مارس الماضي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الثغرة المعروفة باسم (إيتيرنال بلو)، التي استغلها منفذو الهجمات لنشر نوع من برامج الفدية الخبيثة (رانسموير) وهو (وانا كراي)، تم تسريبها في أبريل الماضي من قبل مجموعة قراصنة (شادو بروكرز). وأوضحت شركة التكنولوجيا لشبكة (سي إن بي سي) أن "من يمتلكون برنامجنا المجاني للحماية من الفيروسات وتنشط لديهم خاصية (تحديث الويندوز) يحظون بالحماية"، مؤكدة أنها تقدم الدعم لعملائها. ومن بين الشركات المتضررة في الولاياتالمتحدة تأتي عملاق الشحن عبر البريد (فيديكس) التي عانت أجهزتها التي تعمل بنظام (ويندوز) من مشكلات يوم أمس الجمعة بسبب الهجوم بالبرامج الخبيثة. ويطالب القراصنة بمبلغ أو فدية تدفع بعملة إلكترونية حتى يتم الإفراج عن البيانات المشفرة على الحواسب المصابة التي قد تتوقف تماما عن العمل ويبدأ عد تنازلي نحو ما يعتقد أنه ارتفاع في ثمن الفدية.