أثارت وضعية نافورات مدينة سطات جدلا كبيرا بين سكان المدينة، خاصة بعد تطويق كل من نافورة مدارة الحصان بشارع الحسن الثاني ونافورة شارع للاعائشة أمام مديرية التجهيز ونافورة أخرى بالقرب من عمالة سطات، من أجل إعادة إصلاحها وتجديد آلياتها، دون أخرى تعيش الإهمال كنافورة الخزانة البلدية ونافورة البريد وثالثة بالقرب من مسجد المسيرة. خطوة إعادة إصلاح نافورات سطات تضاربت حولها الآراء في الوسط السطاتي بين من اعتبرها إيجابية، خاصة أنها من تمويل المجلس الإقليمي وموافقة من المجلس الجماعي، وبين من ذهب إلى أن إعادة الإصلاح "ترقيع وهدر للمال العام بعد تخصيص ملايين السنتيمات للترميم نفسه عدّة مرّات سابقة، بل عشوائية في التدبير والتسيير.. وبعيد عن الاهتمام بالأولويات كالبنية التحتية والتشغيل وغيرهما..."، يقول أحد المواطنين لهسبريس. جمعويون يستغربون طارق جدّاد، رئيس الشبكة الجمعوية للمواكبة والتقييم بإقليم سطات، استغرب تسييج نافورات سطات من أجل إعادة إصلاحها، معلّلا استغرابه بكون بعضها حديث النشأة والإصلاح في الولاية السابقة، ولم تمض عليها سنتان مع عدم الاشتغال الدائم لآليات الضخّ بالنافورات المعنية بإعادة الإصلاح، مستحسنا عملية الصيانة التي تبنى على الترشيد، خاصة أن شراء الآلات وتركيبها يتطّلب ضمانات لمدّة معينة. وحول مصدر تمويل الإصلاح، قال جدّاد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن المصدر كيفما كان فهو في جميع الحالات من مال الشعب المغربي؛ وهو ما يتطلب الترشيد والتتبع والمحاسبة، معتبرا أنه من العبث أن إعادة إصلاح نافورات لم يمض على عمرها خمس سنوات وإهمال طرقات وشوارع وأزقة وسط المدينة لمدة تتجاوز 20 عاما، مشددا على الاهتمام بالضروريات والأوليات ثم التفكير في الكماليات التي تحتاجها المدينة. وسجّل طارق جداد بكل استغراب تأخر برنامج التأهيل الحضري 2014/2016، واهتمامه بما وصفه بأشغال "الماكياج ولعكر واستغباء المواطن وإلهائه"، والبعد عن عمق انشغالات المواطنين بالإقليم وأولوياتهم، ملخّصا إياها في التشغيل ومحاربة البطالة عن طريق خلق فرص للشباب والاهتمام بالبنية التحتية، معبّرا عن تخوّفه من كون هذه العمليات تدخل في إطار ردّ الجميل بعد كل عملية انتخابية، كما يقع في ملف منح الجمعيات من نقاش حاد وانسحابات وغيرها، بالرغم من عدم مفصلية هذه النقطة. المجلس البلدي يوضح رشيد المتروفي، ممثل لجنة المرافق العمومية بالمجلس البلدي بسطات، أوضح أن ما يتعلق بصيانة نافورات مدينة سطات يدخل في إطار صفقة للتنمية الحضرية التي ستشمل ثلاث نافورات، وتهمّ نافورة مدارة الحصان وشارع للاعائشة ونافورة ثالثة توجد بالقرب من مقر عمالة سطات. وذكر المتروفي، في تصريح لهسبريس، أن هذه الصفقة لا تعني إعادة البناء؛ بل تخص آلات الضّخّ وما يتعلق بها من لوجيستيك الذي أصيب بالتلاشي والإتلاف، لافتا إلى أن المجلس الإقليمي هو حامل المشروع المتعلق بالتنمية الحضرية الذي يهم جماعة سطات بتدخل 19 شريكا. وحول الانتقادات والجدال الدائر بمدينة سطات حول إعادة إصلاح النافورات لأكثر من مرة، أوضح المتحدث أن النقاش منحصر حول نافورة مدارة مقهى العيون التي أصلحت مرتين، مشيرا إلى أن المجلس الجماعي لا يعود إلى الوراء، مؤكدا أن البرنامج اقترح من مصالح العمالة في حين اقتصر دور المجلس البلدي على الموافقة. وعبّر رشيد المتروفي عن استعداد المجلس البلدي للمحاسبة والمساءلة، مشيرا إلى أن الإشكالات كانت في المجالس الأخرى، موضحا أن المجلس الحالي عقد شراكة مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالشاوية من أجل السهر على الصيانة الاعتيادية من لدن الوكالة المذكورة، مردفا أن النافورات الموجودة بالقرب من القصبة الإسماعيلية من نوع جديد من حيث التصميم، الذي يختلف عن الشكل التقليدي القديم. أما بخصوص نافورة البريد سيعمل المجلس على التفكير في إحيائها بعد انتهاء أشغال تهيئة الحديقة القريبة منها، يضيف المتروفي.