احتَفَت حركة الممرضات والممرضين من أجل المعادلة باليوم العالمي للممرض، المُخلَّد في 12 ماي كل سنة، بتنظيم مسيرة احتجاجية حاشدة انطلقت من أمام وزارة الصحة، وصولا إلى مقر البرلمان بقلب العاصمة الرباط، تندد بواقع الممرض المُتردي وتنادي برحيل وزير الصحة الحسين الوردي. مئات الممرضين والممرضات القادمين من جميع أقاليم المغرب، مرفوقين بأطفال رُضَّع، رفَعوا شعارات مُنددة بما آلَت إليه أوضاع المُمرضين، مُطالبين بحقِّهم في المعادلتين الإدارية والعَلمية لدبْلوماتِهم، في ثاني أيام الإضراب عن العمل بجميع مُستشفيات المملكة باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش. الممرضة فاطمة الزهراء زعري، عضو لجنة الإعلام بحركة الممرضين والممرضات من أجل المعادلة، قالت لجريدة هسبريس الإلكترونية إن المسيرة الوطنية التي تتزامن واليوم العالمي للممرض هي "بمثابة تلبية لنداء البيان الوطني الذي دعت له حركة الممرضين والممرضات من أجل المعادلتين العلمية والإدارية، والذي لقي تجاوبا كبيرا من طرف النقابات المركزية التي تبنت الإضراب". وعن شلِّ المرافق الحيوية للمستشفيات المغربية، بسبب الإضراب، اعتبرت المتحدثة أن الخطوة تعد دليلا على السخط العارم للشغيلة من ممرضين وممرضات بجميع تخصصاتهم، لافتة إلى أن هذا الإضراب يعد آخر إنذار للوزارة الوصية، ومحملة الوزير الحسين الوردي كامل المسؤولية عما ستؤول إليه الأوضاع من تصعيد في المقبل من الأيام. وأشارت الممرضة المُحتجَّة إلى أن الخَرجات والتَّصريحات المُتتالية للوزير واعترافه بمشروعية مطالب الحركة ووصف ما يُقاسيه الممرضون بالظلم والحيف، "كل ذلك غير قادر على امتِصاص غضب هذه الفئة"، ذلك أن الممرضين "ليسوا في حاجة إلى التعاطف بقدر الحاجة إلى التنفيذ والتنزيل". وتساءلت زعري قائلة: "كيف لممرض مغربي "محكَور" رهين سلم لا يليق بشهادته وممنوع من إكمال مشواره الدراسي أن يقدم خدمات صحية تليق بالمواطن؟"، متابعة: "لقد حان الوقت لنفض الغبار عن القطاع الصحي والنهوض بموارده البشرية التي تعد من أساسيات القطاع؛ وذلك بإعطاء كل ذي حق حقه، وعلى رأسها المعادلتان العلمية والإدارية وتوفير الظروف المناسبة للقيام بالرفع من المعدات ومن عدد الأطر الذي يعاني نقصا بما يقدر ب 10 آلاف ممرض، منهم 5000 يعانون البطالة". وسجل المجلس الوطني لحركة الممرضين من أجل المعادلة استياءه الكبير مما اعتبره "التعاطي السلبي لوزير الصحة القديم/الجديد مع ملف الممرضين المجازين المقصيين تعسفا من حقهم المشروع في المعادلتين الإدارية والعلمية لدبلوماتهم"، متهما الوزير ب"محاولة تلميع صورته أمام الرأي العام، في استهتار تام بحقوق الأسرة التمريضية". وأفاد بيان للحركة ذاتها بأن وزير الصحة "لم يُكلِّف نفسه ولو دقيقة للاجتماع مع الحركة منذ خروجها للاحتجاج في يوليوز 2015"، مفندا ما قال إنه "ادعاءات الوزير بأن الحركة تطلب فتح المجال لما يقرب 27 ألف ممرض للتسجيل دفعة واحدة بماستر العلوم التمريضية"، موضحا أن التسجيل بهذا السلك "لا يمكنه أن يختلف عن نُظرائه بالجامعات المغربية".