صدر حديثا للباحث محمد بنحمو كتاب جديد بعنوان "الجهادية الدولية: العدو الخفي". ويفتح الكتاب الذي قدم له إيمانويل كوليي، المحامي لدى محكمة الاستئناف بباريس، والصادر عن منشورات "لارماتان"، مسالك لفهم ظاهرة معقدة ولامرئية، هي ظاهرة الجهادية الدولية. ويأتي صدور الكتاب الواقع في 258 صفحة من القطع المتوسط، بعنوان فرعي "التحولات الإيديولوجية والاستراتيجيات العملياتية"، مواكبة لسياق دولي يطبعه ظهور مخاطر جديدة وتهديدات من جيل جديد للأمن الدولي، منذ هجمات 11 شتنبر 2001. وكتب كوليي في تقديمه للكتاب: "يحفزنا الباحث في هذا الكتاب على أن نعرف كيف نميز في الدوامة الراهنة، حيث تتصادم مختلف الأفكار، بين السطح والجوهر. إنه يدعونا الى القيام بالفرز والترتيب والرهان على المعرفة التي تقدم إضاءة مفيدة". يقترح بنحمو في الكتاب، حسب كوليي، قراءة شاملة ومعمقة من زاوية الحقيقة، فهو يمحص الاستراتيجيات المالية واللوجستيكية الراهنة وتوظيف الدين وسيكولوجية الجماعة من طرف الجهاديين، واضعا أصبعه على طرق توظيف المخيال المعاصر. وحسب الكاتب، "فإننا أمام شكل للإرهاب، مشتت و لاممركز. إنها سمة الجهادية المعولمة التي يكرسها تدفق الجهاديين الجدد"، مشددا على أن استيعاب الظاهرة واستشراف تعقدها يشكل تقدما أكيدا نحو محاصرة الآفة. يفكك بنحمو القاعدة العقدية للجهادية الدولية من خلال تاريخانية الممارسة وانبعاث الإرهاب الجهادي. يتناول لاحقا الاستراتيجيات العملياتية للمقاتلين الأجانب المرتبطين بالجهادية الدولية مستعرضا عتاد الرعب والتكيف مع المناهج الجديدة ونجاح التقنيات القتالية الجديدة والتهديدات التي تخيم على أمن النقل البحري وفي المضايق. وإن ظل الاستخبار حجر الزاوية في العمل ضد الجهادية الدولية، حسب الكاتب، فإنه لا يتعين اهمال المقاربة السيكولوجية مشددا على أن الأمر يتعلق بوسيلتين متكاملتين في محاربة وقائية فعالة. ويعقب هذا الإصدار كتابه السابق الذي صدر في مارس الماضي بعنوان "أجهزة المخابرات: أية تحولات بعد 11 شتنبر 2001؟". يذكر أن بنحمو رئيس للمركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والفدرالية الافريقية للدراسات الاستراتيجية. وكخبير دولي في القضايا الاستراتيجية والأمن، فإن بنحمو يزاول التدريس بكوريا ولندن وواشنطن وروما ودوالا. وقد حصل على الجائزة الدولية للاستشراف والبحث الاستراتيجي من مركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية بدكار. وهو يشرف على تنظيم أكبر مؤتمر سنوي حول الأمن بافريقيا "منتدى مراكش للأمن" الذي يجمع عشرات الخبراء لتحليل ومناقشة قضايا الأمن.