خيّمت أجواء التوتر والدسائس على المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالدارالبيضاء، خلال عملية انتخاب المنسقين الجهويين للمنظمات الموازية؛ على رأسها منظمة المرأة، والشبيبة، وهيئة المنتخبين. وعرفت هذه المحطة، التي جرت اليوم الأحد بأحد فنادق الدارالبيضاء، انتفاضة عدد من النساء والشباب في وجه مسؤولي الحزب بسبب الطريقة التي تمت بها عملية اختيار المؤتمرين بالأقاليم. وشهدت جلسة انتخاب منسقة منظمة المرأة على صعيد جهة الدارالبيضاءسطات غضب نعيمة فرح، عضوة المكتب السياسي لحزب "الحمامة"، بعدما لم تتمكن من الظفر بالمنصب، إذ فازت به البرلمانية السابقة جليلة المرسلي بحصولها على 16 صوتا مقابل حصول فرح على 15 صوتا بفارق صوت وحيد. قيادية "الحمامة"، التي بادرت بتحية المرسلي بعد إعلان محمد بوسعيد المنسق الجهوي للحزب ووزير المالية والاقتصاد، غادرت القاعة غاضبة ولم تطق هذه الهزيمة، خاصة أن لها مسارا طويلا في الحزب وناضلت في صفوفه. كما شهدت فئة الشباب غليانا كبيرا بسبب ما تحدث عنه بعض المؤتمرين عن "إسقاط" أسماء وإدخالها في اللوائح، خاصة بتنسيقية سطات قبل أن تؤول رئاسة المنظمة المحدثة لأول مرة لفائدة ياسين عكاشة بحصوله على 22 صوتا مقابل تسعة لمنافسه عادل أكرير. ولم تشهد منظمة المنتخبين صراعا على غرار الهيئات الأخرى؛ فقد تمكن البرلماني محمد حدادي، منسق الحزب بسيدي عثمان، من الفوز برئاستها بالإجماع بعدما تنازل خلال عملية التصويت على المرشح المنافس أوعلى. وأكد محمد بوسعيد، المنسق الجهوي للحزب على مستوى جهة الدارالبيضاءسطات، أنه يحرص على "الصرامة في احترام المؤسسة الحزبية"، مشيرا إلى أنه "سيعمل على إعطاء الفرصة لكل إقليم للتفاعل الإيجابي والتنافس". ودعا بوسعيد وهو يتحدث أمام مؤتمري الحزب إلى "الانضباط الحزبي"، مؤكدا أنه "لن أقبل الخروج عن الانضباط الحزبي، ولن أقبل الخروج عن الشرعية الحزبية واحترام المؤسسات". وقال محمد بوسعيد، في تصريح لهسبريس، إن "التجمع يعد نفسه لموعد مهم؛ وهو المؤتمر الذي سيكون نقطة تحول، حيث إن الحزب أقدم على تغييرات أساسية في نظامه الأساسي"، مشيرا إلى أن الحزب "يعقد آمالا كبيرة على المنظمات الموازية من الشباب والنساء والمنتخبين". وبخصوص الغضب الذي ساد في صفوف المؤتمرين، أكد بوسعيد أنه "يجب الاحتكام إلى الديمقراطية، وأن نقبل بنتائجها كيفما كانت نتائجها. ولذلك، إن كان هناك احتكاك فهذا أمر عادي؛ لأننا في حزب ولسنا في ثكنة عسكرية"، لافتا إلى أن الحزب يجب أن يكون "قادرا على احتواء هذه الخلافات والنقاشات مهما كانت قوتها". وقالت جليلة المرسلي، التي انتخبت منسقة لنساء الحمامة بالجهة، إن هذا الانتخاب يأتي "تفعيلا للمسار الذي يعرفه الحزب منذ انتخاب رئيسه عزيز أخنوش"، مضيفة أن "التفاوتات الموجودة على مستوى الجهة بحكم تنوعها يجب أخذها بعين الاعتبار في البرنامج الخاص بالمنظمة". من جهته، أكد محمد حدادي الذي انتخب بالإجماع رئيسا لمنظمة المنتخبين أن "هناك عزما بالنهوض بهذه المنظمة والتي ستعمل على إرجاع الثقة إلى المنتخب"، مشيرا إلى أنه "لا يجب أن تعمم التهم السلبية له فقط". وأوضح حدادي، في تصريحه للجريدة، أن العديد من المهام الصعبة تنتظره داخل المنظمة، مؤكدا أنه "سنركز على التكوين والتواصل بين المنتخبين". أما ياسين عكاشة الذي انتخب رئيسا لمنظمة الشباب فقد أكد أن هذا "العرس التجمعي ليس به غالب أو مغلوب، والفائز هو الحزب ونحن عازمون على الاشتغال بطريقة موحدة".