خلال كل فصل صيف، تعود بعض «أصوات النشاز» إلى عادتها القديمة، فتشن حملات على المهرجانات، دون أن تنتبه إلى أن المغاربة يقبلون، بطبعهم، على الحياة، وحضور حوالي مائتي ألف منهم اختتام مهرجان البيضاء دليل على ذلك. ويكشف هذا الحضور الكثيف حقيقة الخصوصية المغربية التي لا تأبه بمعاول المشككين، ونهجا سياسيا لا يؤمن بالظرفية، بل هي خصوصية تستمد مشروعيتها من دينامية الإصلاح ومواجهة التوترات بالإجماع حول الثوابت. حين سقطت بعض الأنظمة العربية شحذ المشككون في «الاستثناء المغربي» سكاكينهم، وشُنت حملة ادعى خلالها هؤلاء أن المقولة مجرد وهم، وأن «طوفان» الحراك الاجتماعي آت إلى البلاد. إلا أن توالي الشهور والأحداث أثبتت أن الاستثناء لم يزده الحراك الاجتماعي سوى صلابة وتميزا.