عبّر نشطاء مغاربة مستقرون في مملكة الدنمارك عن تثمينهم للإستراتيجية المبادِرَة الجديدة التي أضحت تنهجها الآلة الدبلوماسية المغربيّة الرسيمة، على مستوى المجتمع الدوليّ، دفاعا عن مصالح الوطن وأبنائه عموما، وانتصارا لقضية الوحدة الترابيّة على وجه خاص. وأردف النشطاء، عشيّة كشف المغرب وكوبا عن تطبيع العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين، أن مغاربة العالم مطالبون بالانسجام مع هذا التطور ضمن خطواتهم في ممارسة الدبلوماسية الموازية بدول الاستقبال. النشطاء المنتمون إلى صفوف المنتدى المغربي الدنماركي، وهم الملتئمون في لقاء تواصلي داخليّ انعقد في العاصمة كوبنهاغن، أمس الجمعة، بحضور الأشخاص الذاتيين والاعتباريين الذين يلمّهم الإطار عينه، اعتبروا في مداخلاتهم أن "الدبلوماسيّة الهجوميّة التي بصم عليها الملك محمد السادس، من خلال طريقة تعامله مع بلدان العمق الإفريقي وسبل تعاطيه مع المساندين الكلاسيكيّين لانفصاليّي البوليساريو بالمنطقة المغاربية والقارة الأمريكيّة، تمثل تحولا مفصليا في مسار الدفاع عن قضيّة عادلة تنال إجماع المغاربة"، وفق تعابيرهم المتطابقة. رئيس الهيئة الناشطة في الدنمارك أبرز، خلال تقرير عرضه في اللقاء عينه، حزمة التحركات التي تمّت باسم المنتدى المغربي الدنماركي من باب المساهمة في التعريف بمغربية الصحراء، ومجابهة المد الانفصالي الذي تسوقه البوليساريو دعما لأطروحتها في هذه المملكة الاسكندنافية عموما، وبين النشطاء السياسيّين وكبار الدبلوماسيّين في كوبنهاغن على وجه التحديد. وأجمعت باقي المداخلات على أهميّة تثمين الخطى المبصوم عليها من لدن المنتدى المغربي الدنماركي منذ نشأته، مع ضرورة وضع مخطط للتحركات المستقبلية بتركيز وفعالية، وفتح المجال أمام أفراد وتنظيمات الجالية المستقرّة بالدنمارك للالتحاق في أي حين، بنيّة إغناء التجربة، بالرغم من الصعوبات الذاتية والموضوعية التي يواجهها انخراط المغاربة في العمل الجمعوي بهذا البلد الأوروبيّ. كما ركز متناولو الكلمة في اللقاء المذكور على ضرورة توجيه جهود الدفاع عن الوحدة الترابية المغربيّة، من خلال الدبلوماسية الموازية التي يمارسها المنتدى المغربي الدنماركي منذ سنوات، صوب مسؤولي بلد الاستقبال وسكانه الأصليين، وعدم جعل رواجها وسط المغاربة أنفسهم هدفا. وطالب المعنيون بالاستفادة، حتى أقصى حد ومثلما يفعل ذلك خصوص المغرب، من القوانين الدنماركية التي تفسح المجال أمام مبادرات الجمعويّين، مثلما تشجّع على الحوار وتمكّن من الفعل السريع والناجع. أحمد الصغير، رئيس المنتدى ذاته، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونيّة: "ندعو الجسم الجمعوي بالدنمارك لذوي الأصول المغربيّة، خصوصا المراكز الإسلامية ومساجد ومؤسسات، وكل الفاعلين في المجتمع المدني بالبلد، إلى خلق لحمة تزيد من تقوية الدفاع عن القضايا العادلة للوطن الأمّ". واسترسل المتحدث ذاته: "نحتاج إلى نفَس جديد يساير تطوّر الدبلوماسيّة الرسميّة وتغيّر أطرها، وكذا الحذر من كل المندسّين الذين يستهدفون أي خطوة يمكنها أن تسفر عن نجاح مغربيّ". من جهة أخرى، حرص البيان الختامي للقاء التواصلي الداخلي للمنتدى المغربي الدنماركي، على الترحيب بتعيين خديجة الرويسي سفيرة للمغرب في الدنمارك وليتوانيا، مع "تثمين جهودها الجادة والمحترمة بالتواصل مع فعاليات المجتمع المحلي فور مباشرتها مهامها، بانفتاح على أبناء الجالية وفي تجاوب مع تطلعاتهم المثمّنة للعمل القنصلي المتميّز"، وفق صياغة الوثيقة. وشدد المستند، الذي توصلت به هسبريس، على "مواصلة المنتدى المغربي الدنماركي الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربيّة، وفضح أكاذيب الطرح الانفصالي الرائج بالدنمارك واسكندنافيا، وتفعيل الدور الحقيقي للمجتمع المدني كقوة اقتراحية (...) مع التعريف بإيجابيات مشروع الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل لنزاع الصحراء. ولم يفت المشاركين في اللقاء، من خلال بيانهم، التعبير عن "الاستنكار والشج الهجمات التي تحاول النيل من إرادات وقوى مغاربة الدنمارك واتحادهم، سواء كانوا أفرادا أو جمعيات، بطرق يقف وراءها مجهولون وتروم تشجيع الفوضى (...)". وأضاف النشطاء: "مثل هذه التحركات المدانة، والتي تتمّ بطرق شتّى أبرزها اللجوء إلى كتابات عشوائيّة، لن تنال من وحدة المغاربة (...)"، وفق البيان المذكور. صلة بباقي اشتغالات المنتدى المغربي الدنماركي، وفي أعقاب اللقاء الذي التأم أمس بكوبنهاغن، تشبث المنتمون حاليا إلى هذا التنظيم ب"تحفيز ابناء الجالية المغربية من أجل المشاركة في الأنشطة الجمعوية والإقبال على الحياة السياسية الدنماركية، وتشجيع الاندماج الإيجابي وخدمة التعايش والتسامح، ومناهضة كل اشكال العنف والتطرف (...)"، ونادوا ب"الانفتاح على المؤسسات والمنظمات والأحزاب السياسية ومختلف الفاعلين الدنماركيّين من أجل تحسيسهم بالبيئة المغربيّة، وتقريبهم من الأوراش الإصلاحية والتنموية المشرَعة بالوطن الأمّ".. وممّا ورد في البيان المتوصل به من لدن هسبريس أن "المنتدى المغربي الدنماركي يتشبّث بتقريب كل الدنماركيين، خاصة الماسكين بزمام القرار، من الخصوصيات الثقافية المغربيّة بكل روافدها"، دون إغفال: "تثمين انضمام المنتدى المغربي الدنماركي الى تنسيقية الجمعيات من اصل أفريقي بالدنمارك، والتي يتولى فيها المغرب مهمة نيابة الرئيس بهدف المساهمة في الدفاع عن قضايا القارة الإفريقية بإسكندنافيا".