أفادت نتائج مؤشر معهد "غالوب" الأمريكي المتعلق بقياس عدم الرضا عن الحياة بأن هناك تحسنا في معدلات الرضا عن المعيشة بالمغرب سنة 2017، مقارنة بعدد من دول منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. نتائج الاستطلاع، الذي تضمنها تقرير "اقتصاديات إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، الصادر عن البنك الدولي قبل أيام، بينت أن مواطني العراق واليمن وسوريا يعانون أشد المعاناة، مقابل إحساس مواطني الجزائر وتونس والكويت والإمارات العربية المتحدة وفلسطين والأردن بأن نوعية حياتهم تدهورت بدرجة أقل. وأضاف التقرير ذاته أنه "على النقيض من ذلك، تحسنت معدلات عدم الرضا عن المعيشة بين سكان المغرب ومصر مع بدء تطبيق الإصلاحات"، مشيرا إلى أن مؤشر عدم الرضا ارتفع بشكل عام بواقع 15 نقطة مئوية في المتوسط سنة 2016 مقارنة ب 2010. واعتبر المصدر ذاته أن الناس تتألم دائما من الآثار السلبية الهائلة الواقعة على حياتهم اليومية من جراء الحروب والإرهاب وتراجع الإيرادات الحكومية بسبب انخفاض أسعار البترول، مبرزا أن "ذلك يذكر بوضع ما قبل الربيع العربي عندما كانت المنطقة بأسرها تنمو بسرعة بمعدل 5 في المائة في المتوسط، لكن مؤشرات الرضا عن الحياة كانت آخذة في التراجع، لاسيما في بلدان الربيع العربي". ونتيجة لهذه الأوضاع، يزيد التقرير، هب الناس للتظاهر، تعبيرا عن سخطهم العارم في سلسلة من الثورات بين 2010 و2011 نتيجة إقصائهم وعدم قدرتهم على التعبير عن رأيهم وانعدام الحرية وارتفاع البطالة وتدني جودة الخدمات. ويعتبر مؤشر غالوب مقياسا لجس نبض مواطني العالم حول مدى رضاهم عن الظروف المعيشية داخل بلدهم، إذ يتم استطلاع آراء المستجوبين عن تصوراتهم وموقعهم في الحياة وأهدافهم وتوقعاتهم في المرحلة الحالية وفي المستقبل.