في افتتاح أشغال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية، وجه الملك محمد السادس رسالة إلى حوالي 350 شخصية عربية، من بينها وزراء ومحافظو البنوك المركزية للدول المشاركة، قائلا إن البلدان العربية تواجه تحديات حقيقية ومتشابكة في ضوء التطورات الجيواستراتيجية واستمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية وعدم استقرار الأسعار العالمية للسلع الأساسية. وأضاف الملك، في كلمة ناب عنه في إلقائها أمام الوفود المشاركة محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، اليوم الثلاثاء في الرباط، أن هذه التطورات التي تواجه المنطقة تزيد من صعوبة ضبط التوازنات المالية وتضاعف من التحديات المرتبطة بالاستقرار الاقتصادي، كما تؤثر على تحقيق النمو الشامل والمستدام. وأبرز ملك المغرب، في النسخة الخامسة لهذه الاجتماعات التي تستقبل أشغالها المملكة، أن تقديرات النمو في الدول العربية مازالت، رغم تحسنها النسبي، دون المستويات المطلوبة لمواجهة ارتفاع معدلات البطالة، وخاصة في فئة الشباب. وبعد أن شدد على أن اقتصاديات أغلب الدول العربية أبانت عن قدرتها على التكيف مع هذه التطورات التي تعيشها المنطقة، بفضل ما اتخذته من إصلاحات هيكلية جريئة، دعا الملك محمد السادس إلى تكثيف الجهود في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء شبكات الحماية الاجتماعية وتعميمها. وقال العاهل المغربي في الأشغال الافتتاحية لهذه الدورة إن الرأسمال البشري وغير المادي هو الثروة الحقيقية للبلدان العربية التي يجب جعلها في صلب أولويات السياسات العمومية، اعتبارا لأدوارها الأساسية المتزايدة في تحقيق التنمية وتوسيع الإشعاع الحضاري للشعوب، داعيا هذه الهيئات المالية إلى مضاعفة جهودها في تشجيع الاستثمارات العربية البيئية وتحفيز القطاع الخاص باعتباره محركا أساسيا في التنمية. وناشد الملك محمد السادس المؤسسات المالية العربية إيلاء أهمية للانفتاح الاقتصادي على إفريقيا، في مختلف المجالات التي تدعم التكامل الاقتصادي العربي وتقوي من انفتاح اقتصاديات هذه الدول على محيطها الإقليمي، مشددا على أنه لا يمكن تصور تنمية في المنطقة بمعزل عن محيطها الإقليمي. وأكد الملك أن الخبرات المغربية المراكمة في مختلف المجالات تبقى رهن إشارة الهيئات المالية العربية لتعزيز القدرات التنموية لبلدان القارة الإفريقية، لافتا إلى أن مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا واحد من هذه المشاريع المجسدة للتعاون جنوب جنوب، والتي يجب أن تحظى بدعم المؤسسات المالية العربية.