إلى وقت متأخر من ليل أمس الخميس، واصلت قيادات استقلالية الجهود التي بدأتها يوم الثلاثاء الماضي بهدف تجاوز حالة الانقسام الحاد التي عرفها "الميزان" والتي كانت تنذر بانفجار الوضع التنظيمي بسبب تقاطبات حادة في قيادته، وبعد الارتباك الذي طبع رد فعل "مجموعة ولد الرشيد" مع مخرجات "اتفاق الثلاثاء". اللقاء، الذي دام ساعات، والذي مثل خلاله عبد القادر الكيحل الأمين العام حميد شباط، عادت من خلاله مجموعة حمدي ولد الرشيد للموافقة على مضامين بلاغ الاتفاق الذي أعده كل من محمد السوسي وبوعمر تغوان وعبد الواحد الفاسي، وفق ما أورده قيادي بالحزب لهسبريس؛ وذلك بعد إلزام كل من ياسمينة بادو وكريم غلاب بتقديم اعتذار عن العبارات التي نعتا بها الأمين العام للحزب ولجنة التأديب والتحكيم، حيث سبق للمعنيين بالأمر أن وصفا شباط ب"الإرهابي" وأعضاء لجنة التأديب والتحكيم ب"البلطجية"؛ وذلك ليتمكنا من حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية للحزب، التي تم الاتفاق على مواصلة اجتماعاتها بصورة قانونية بداية من الأسبوع المقبل. وقد جاءت بنود الاتفاق، الذي تتوفر عليه هسبريس، ممهورا بتوقيعات الحاضرين، متوافقة مع وجهة نظر حميد شباط، وفق تعبير القيادي ذاته، حيث جرى إلغاء الدورة الاستثنائية التي طالبت بها مجموعة حمدي ولد الرشيد والتي كان مبرمجا عقدها يوم غد السبت 15 أبريل، كما أن الاتفاق نص على انسحاب المعتصمين من المقر العام للحزب بالرباط. تضمن الاتفاق، أيضا، الحفاظ على اللجنة التحضيرية بتركيبتها الحالية؛ وذلك عبر تعديل المادة ال91 من النظام الأساسي للحزب ذاته في مؤتمر استثنائي، في وقت كان فيه أنصار ولد الرشيد داخل اللجنة التنفيذية يطالبون بالاقتصار على 150 عضوا فقط، وهو ما لم يكن ممكنا تمريره وكان موضوع اعتراض حتى داخل المجموعة. وإلى جانب المادة ال91، تم الاتفاق على عرض المادة ال51 للتداول بشأنها في المؤتمر الاستثنائي؛ وهي مادة لا تسمح لمن لا يوجد ضمن اللجنة الحالية للحزب بالترشح لمنصب الأمانة العامة. وأفاد المصدر بأن شباط استجاب لهذا المطلب، وعبّر في تصريحات صحفية قبل المصالحة أنه لا يرى مانعا في تعديل تلك المادة، حيث إن المادة ال51 من النظام الأساسي لحزب الاستقلال كان قد جرى تعديلها بالإجماع في صيغتها الحالية في المؤتمر الوطني ال16 الذي انعقد سنة 2012. "مجريات المصالحة التي عرفها حزب الاستقلال كشفت أن هناك من بين مجموعة ولد الرشيد من يسعى إلى تأزيم وضعية حزب علال الفاسي" يقول المتحدث، ويضيف" "هذه المجموعة هي من أخّر التوقيع على الاتفاق إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس الخميس، بينما كان حميد شباط قد وافق على مسودة نص الاتفاق مساء الأربعاء؛ وإن ببعض الملاحظات الشكلية". وشدد القيادي، الذي تحدث لهسبريس، على أن حمدي ولد الرشيد لعب دورا حاسما في فرض الاتفاق على العناصر المتمردة داخل مجموعته، وخاصة رحال المكاوي وكريم غلاب ونعيمة الرباع ومحمد سعود.