استحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، اليوم الجمعة بالدارالبيضاء، ملحمة الكفاح البطولي لأبناء مدينة الدارالبيضاء المجاهدة، بمناسبة الذكرى السبعين للأحداث الدامية التي شهدتها الحاضرة الكبرى للمغرب عام 1947. وذكر الكثيري، في حفل احتضنه مقر عمالة الفداء مرس السلطان، بحضور عامل عمالة مقاطعات الفداء-مرس السلطان، شكيب بلقايد، ونخبة من رجال ونساء المقاومة، بالمجزرة الرهيبة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في حق ساكنة الدارالبيضاء يوم 7 أبريل من سنة 1947، للحيلولة دون زيارة الوحدة التاريخية التي كان بطل التحرير والاستقلال الملك الراحل محمد الخامس يتأهب للقيام بها إلى مدينة طنجة في 9 أبريل من نفس السنة. وأوضح أن تخليد هذه الملحمة التاريخية يعتبر تجسيدا لقيم البرور والوفاء لأرواح شهداء تلك الأحداث الدامية، وإكبارا وإجلالا لما قدموه من تضحيات جسام وخالص الأعمال فداء للوطن، مستحضرا بالمناسبة مواجهة أبناء الدارالبيضاء، بشموخ وإباء لحملات التنكيل التي شنتها سلطات الاستعمار بكل وحشية وهمجية ضد المواطنين الأبرياء، حيث دفع على إثرها رئيس ناحية الدارالبيضاء "فيليب بونيفاص" بجنوده المدججين بمختلف الأسلحة الفتاكة لترويع وتقتيل المواطنين في درب الكبير وابن امسيك وكراج علال ومديونة وباقي الأحياء المجاورة، دون تمييز بين الأطفال والشيوخ والنساء. وتابع أن الملك الراحل محمد الخامس، قرر بفعل تأثره من هول الكارثة وتحديا للمؤامرة الدنيئة، التوجه إلى هذه المدينة المجاهدة لمعاينة مخلفات المجزرة ومواساة أسر الضحايا وتفقد أحوالهم، مع حثهم على توحيد الصفوف والاستماتة لتخطي الصعاب إلى أن يتحقق النصر وتستقل البلاد. وذكر المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمظاهرات الحاشدة والانتفاضات العارمة التي اجتاحت مختلف مدن المملكة بمجرد انتشار خبر المجزرة الرهيبة، والدعوة إلى إضراب عام بكافة المدن، دعما لأسر ضحايا العدوان. وقد شكلت مناسبة تخليد الذكرى 70 لأحداث الدارالبيضاء، التي تعتبر منعطفا حاسما في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، مناسبة للترحم على أرواح الشهداء بحي درب الكبير وفرصة لتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، برورا وعرفانا بما أسدوه للدين والعرش والوطن، وما قدموه للقضية الوطنية من خدمات ووفاء لأرواح من استرخصوا دماءهم في سبيل عزة البلاد وكرامتها، مع تقديم إعانات مالية لعدد من المقاومين وأرامل المتوفين منهم.