انبهر وفدُ رجال الأعمال المغاربة، الذي يضم 78 مستثمرا وصاحب مقاولة، بالتغيرات التي تعيشها دولة رواندا منذ أزيد من عشرين سنة، والتي تلت واحدة من أسوأ الحقب التاريخية السوداء الذي مر منه هذا البلد الإفريقي بسبب حرب أهلية طاحنة أتت على الزرع والشجر، قبل الدخول في مصالحة تاريخية طويت معها صفحة الذكريات السوداء، لتبدأ معها حقبة جديدة شعارها تطوير البلد والقضاء على الرشوة والفساد وعلى مختلف مظاهر التخلف. الوفد المغربي وقف مشدوها أمام نظافة المطار ومحيطه ونظافة شوارع كيغالي، إذ لم يتمكن معظم أعضاء الوفد من استيعاب الكيفية التي استطاعت بها دولة صغيرة لا تتعدى مساحتها نحو 26 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها في حدود 12 مليون نسمة من القضاء على القمامة في الشوارع والأزقة بالأحياء الراقية كما في الأحياء الشعبية. حكاية شوارع كيغالي مع النظافة، التي جعلت منها أنظف عاصمة في إفريقيا على الإطلاق، بدأت منذ سنوات بمبادرة وطنية اشترك فيها جميع المواطنين الذين شرعوا في عمليات جماعية وتطوعية لتنظيف أحيائهم وأزقتهم؛ وهو ما جعل مدينتهم تدخل مرحلة جديدة من الحضارة أصبحت معها تضاهي كبريات الحواضر في أوروبا، حتى أن الأممالمتحدة اختارتها سنة 2015 كأجمل مدينة في إفريقيا. العاصمة كيغالي تعد أكبر مدن رواندا، ومن أفضل المدن الإفريقية على مستويات النظافة والأمن والمحافظة على نظام المدينة النموذجية. وتضاهي شوارع وسط مدينة كيغالي، بنظافتها وحسن صيانتها، معظم شوارع العواصم الأوروبية. خلال جولة قصيرة لهسبريس بأحياء العاصمة كيغالي، وقفت على مدى نظافة شوارع المدينة بالحي الإداري وحي الأعمال، إلى جانب الأحياء السكنية؛ بل وحتى بالأحياء الفقيرة. الأجنبي المتجول في أحياء كيغالي سيقف أيضا على الدرجة العالية من الجمالية التي تمت بها عمليات ترصيف الشوارع والأزقة، وحرص مسؤولي المدينة على ترصيفها وفق معايير دولية، دون الحديث عن الاهتمام بتشجير الشوارع والساحات العمومية، الذي يعدّ من الأمور التي لا تتساهل معها الحكومة الرواندية التي تحظى باحترام إقليمي دولي قويين، نتيجة مجموعة من العوامل؛ أهمها الاعتماد على الحكام في جميع مناحي تسيير الشأن العام للمواطن الرواندي.