نظّمت "مجموعة ولينا مناضلات" بفاس، بساحة فلورانسا بالمدينة ذاتها، وقفة احتجاجية رفع خلالها المشاركون شعارات تطالب بتكسير جدار الصمت، وتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب في جرائم اغتصاب الأطفال والنساء. وذكرت هذه المجموعة، التي تأسست مؤخرا بمركز البطحاء متعدد الاختصاصات لتمكين النساء بالعاصمة العلمية للمملكة والتي تنشط في مجال الدفاع عن حقوق النساء المعنفات والأطفال ضحايا الاغتصاب، في بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه، أنها "على إثر الحكم بالبراءة على مغتصب الطفلة ابتسام، البالغة من العمر أربع سنوات، وكذا الإفراج عن عدد من المتورطين في جرائم الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب والتعنيف"، تدين بشدة هذه الجرائم المرتكبة في حق النساء والأطفال. واستنكرت المجموعة، في البلاغ ذاته، متابعة المحكمة للمتهمين في حالة سراح؛ وهو ما يعرض الضحايا وعائلاتهم للتهديد وخطر الانتقام. كما استنكرت فيه عدم قيام الشرطة القضائية بواجبها بالتنقل إلى مكان الاعتداء قصد معاينته ومساءلة الشهود المفترضين، وعدم الأخذ بعين الاعتبار، أثناء الاستماع للأطفال الضحايا، لسنهم ووضعيتهم النفسية. وطالبت الوثيقة ذاتها "الجهات المعنية بالتحقيق في الحيثيات التي تؤدي إلى إطلاق سراح أغلب المغتصبين ومساعدتهم على الإفلات من العقاب ضدا عن عناصر الجريمة وبشاعة الأفعال الجرمية، وإصدار العقوبات التأديبية في حق كل من ثبت تورطه في تجاوز أحكام القانون". وقال أمين باهة، مدير مركز البطحاء متعدد الاختصاصات لتمكين النساء، إن أغلب الملفات المرتبطة بالنساء والأطفال ضحايا الاغتصاب يتم حفظها من لدن المحاكم بسبب غياب الأدلة. وتساءل باهة، في سياق حديثه على هامش تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية، قائلا: "من المسؤول عن جمع الأدلة؟.. هل هو دور الضحية أو الشرطة القضائية؟". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، "أن الشرطة القضائية لا تقوم بدورها عند استقبالها لشكايات الضحايا، حيث لا تتحرك لعين المكان لأخذ الأدلة"، مضيفا بكونها "لو تحركت بسرعة، سوف لن تضيع مجموعة من الأدلة على الضحايا". وأبرز مدير مركز البطحاء أن المتابعة تكون، في الغالب، في حالة سراح؛ وهو ما قد يعرض أطفالا أو نساء آخرين لاعتداءات المتهمين، أو يجعلهم رفقة عائلاتهم عرضة للابتزاز أو للتهديد من لدنهم، ما يجبر الضحايا أو أسرهم، في غياب مسطرة لحمايتهم، للتنازل عن شكاياتهم، حسب المتحدث ذاته، الذي ذكر أن الحالات التي تقصد مركز البطحاء، نصف عددها يتنازل عن شكايته.