انتقلت عدوى الحرب المستعرة بين مهنيي قطاع سيارات الأجرة وشركتي "كريم" و"أوبر" اللتين تعتمدان على التطبيقات الذكية إلى مدينة الرباط، بعد أن دارت رحاها لأسابيع بالدار البيضاء، إذ عرفت الساحة المقابلة لمحطة الرباطالمدينة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، فوضى عارمة بسبب إقدام أزيد من 20 سائق سيارة أجرة على توقيف سائق تابع ل"كريم"، والاتصال برجال الأمن. وعاينت هسبريس لحظة تطويق سائق الشركة التي تعمل خارج إطار القانون، على مستوى شارع محمد الخامس، إذ بدت عليه علامات الهلع والصدمة وسط احتجاجات هستيرية لأصحاب "الطاكسيات"، قبل أن تحل قوات الشرطة بالمكان، متبوعة ببعض عناصر فرقة الصقور، ليتم إيقاف سائق الشركة وحجز سيارته، وكذا سحب عدد من رخص سياقة أصحاب سيارات الأجرة المحتجين. وخلال التدخل المذكور، صرخ رجل أمن في وجوه مهنيي "الطاكسيات" بالقول: "واش نتوما دولة باش ديرو الخدمة ديال رجال الأمن؟"، داعيا المتضررين إلى تقديم رخص سياقتهم، وهو ما استجاب له 4 سائقين فقط من مجموع الحاضرين. وعلمت هسبريس أن التدخل المذكور يأتي في إطار حملة منظمة يخوضها مهنيو "الطاكسيات" بالرباط ضد الشركتين المذكورتين، أسفرت إلى حد الساعة عن اعتقال 6 سائقين يعملون بالتطبيقات الذكية، على مستوى باب الأحد ومحطة الرباطالمدينة ومحطة الرباط أكدال ومنطقة فاديزا بحي النهضة وشارع النصر وشارع المهدي بنبركة، فيما لاذ 4 آخرون بالفرار. من جهة ثانية، قال الكاتب العام لنقابة سائقي سيارات الأجرة بالرباط، والذي كان حاضرا بدوره، إن ما يدفعهم للقيام بالتدخل بدل السلطات المختصة هو معرفتهم الدقيقة بالسيارات الناشطة في أحياء الرباط، وأوضح أن المكتب النقابي يتوفر على قاعدة بيانات تتضمن أرقام السيارات التابعة للشركتين. وكشف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذه المعلومات يحصلون عليها من طرف زبناء الشركتين أحيانا، فضلا عن احتكاكهم اليومي مع السائقين المطاردين، مطالبا السلطات المختصة بالتدخل لوقف ما اعتبره حيفا لحق أصحاب سيارات الأجرة بسبب هذين الوافدين غير المرخص لهما. وعلى صعيد آخر، طالبت المسؤولة عن التواصل داخل شركة "كريم" وزارة النقل وهيئة تنشيط الاستثمار وكافة الهيئات المختصة في مجال النقل بتقنين عمل هذه التطبيقات، حتى لا تتكرر مثل هذه الحملات التي تهدد سلامة السائقين.