تركز اهتمام الصحف الصادرة بأوروبا الغربية اليوم الاثنين ، على عدد من المواضيع كان أبرزها توتر العلاقات بين هولنداوتركيا ، والانتخابات الرئاسية في فرنسا ، والتأخير في تسوية أوضاع الأجانب في البرتغال ، والإعلان المقبل لرئيسة جهة الأندلس عن ترشحها لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بتوتر العلاقات بين تركيا وهولاندا بعد منع تجمع مؤيد لأردوغان. فتحت عنوان " غضب كبير بين لاهاي وأنقرة "، كتبت (لاليبر بلجيك) أن طريقة تعامل الحكومة الهولاندية بعيدة بعض الشيء عن الأعراف الدبلوماسية، غير أن أنقرة عليها أن تدرك أن انتخاب قادة سياسيين مؤيدين للانغلاق الهوياتي في أوروبا أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تواجهها. من جانبها، اعتبرت (لاديرنيير أور) أن القرار الذي اتخذته هولاندا قابل للنقاش غير أن تصريحات أروغان تبقى غير مقبولة. أما (لوسوار) فأشارت إلى طريقة تعامل السلطات البلجيكية مع هذا الموضوع دون إثارة أي نزاعات، حيث حافظت على خطابها الذي يوازن بين حرية التعبير وهاجس الحفاظ على النظام العام، مضيفة أنه طالما أن العمليات الانتخابية التركية فوق الأراضي البلجيكية لا تؤدي إلى الاستقطاب فإنه لن يتم منعها على الأرجح. في نفس المنحى اهتمت الصحف الالمانية أساسا بالتوتر المستمر بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية خاصة على اثر منع هولندا لوزيرة الأسرة التركية من دخول القنصلية التركية في روتردام وإعادتها إلى ألمانيا . فكتبت صحيفة (ساغبروكر تسايتونغ) أن النزاع المتصاعد بين الطرفين ليس خطيرا فقط بل إنه قد يؤدي وبسهولة إلى وضع يخرج عن نطاق السيطرة ، من خلال انتشار العنف في الشوارع من قبل الأتراك ، وتفشي الأزمة أكثر بسبب هشاشة الديموقراطية التوافقية بين تركيا وأوروبا. وترى الصحيفة أن على الجانبين تجاوز هذه المحنة، مع الوضع في الاعتبار أن القطيعة التامة بين أوروبا وتركيا لن تساعد أي طرف. من جهتها ترى صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أنه إذا تم استبدال الدبلوماسية بالإذلال العلني، فالأمر غير مقبول خاصة بعد منع وزيرة تركية من قبل العشرات من رجال الشرطة ،من دخول القنصلية التركية في روتردام وإعادتها إلى ألمانيا معتبرة أن هذا المنع كان من بين أسوأ الخيارات ، إذ يزيد من حملة إعطاء صورة "مشوهة " عن الإسلام والمسلمين ، ويعطي صورة مغايرة عن أوروبا . أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فترى أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي منع إلغاء الديمقراطية في تركيا، ولكن يجب عليه الاهتمام بالأولويات، وربما الامور الرسمية، معتبرة أن موصلة مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي " أمر لا مفر منه ". وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوفيغارو) في الموضوع ذاته الى التصعيد بين انقرة ولاهاي بعد رفض هولندا استقبال وزيرين تركيين، مشيرة الى ان تركيا رفعت من لهجتها حيث توعدت باجراءات انتقامية شديدة. وقالت الصحيفة ان الازمة التي نشبت خلال الاسابيع الاخيرة بين انقرة وعدد من العواصم الاروبية ازدادت حدتها خلال عطلة نهاية الاسبوع بعد ان تم طرد وزيرة الاسرة التركية امس الاحد من هولندا، ساعات بعد قرار السلطات الهولندية رفض استقبال وزير الخارجية التركي. ويندرج هذا التصعيد ضمن سياق انتخابي مع اقتراب موعد تنظيم استفتاء مثير للجدل حول تعزيز سلطات الرئيس، والمقرر في 16 ابريل، بهدف تشجيع نحو 4.5 مليون تركي في الشتات باروبا على التصويت بنعم لفائدة نظام رئاسي يتيح لاردوغان تسيير البلاد حتى 2029 على الاقل. من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) في موضوع اخر ان العاصفة التي تضرب اليمين منذ ستة اسابيع لم تكن كلها سلبية ، مشيرة الى ان اليمين والوسط للانتخابات الرئاسية فرانسوا فيون لا يزال "صامدا" وحده في حقل من الانقاض. وأضافت الصحيفة ان فيون تخلص من كل الذين تحلقوا حوله خلال الانتخابات التمهيدية ، و"خاصة اتباع ساركوزي الذين فقدوا البوصلة، والمقربين من برونو لومير ، الذين تفرقوا وانصار الان جوبي الذين اصيبوا بالاكتئاب، وحتى اتباع فيون الذين اهتزت بعض اركان منزلهم". وفي البرتغال، اهتمت الصحف بمواضيع أهمها التأخير في تسوية أوضاع الأجانب في البلاد والأزمة الدبلوماسية بين تركياوهولندا. فكتب صحيفة (دياريو دي نوتيسياس ) أن مصلحة الأجانب والحدود (سيف) أعلنت أن هناك تأخر لمدة ستة أشهر لعملية تسوية الوضع القانوني للأجانب ، مقابل 10 أشهر من السنة الماضية ، مشيرة إلى أن الاستراتيجية التي تم تنفيذها من أجل التقليص من وقت الانتظار بدأت تظهر نتائجها. ولاحظت الصحيفة أن جمعيات المهاجرين لم توجه من قبل مثل هذه الانتقادات لعمل مصلحة الأجانب، إذ أنها اتهمتها بممارسة "سياسة أمنية بحتة" و"لا تأخذ بعين الاعتبار المآسي التي يعاني منها الآلاف من المهاجرين الذين يعملون في البلاد ". وأضافت الصحيفة ، أن نقابة المفتشين والعاملين غير الأمنيين الذين يقومون بدراسة ملفات المهاجرين، تدعو إلى تعزيز العاملين في المصلحة التي ترى عددهم قليلا. من جهة أخرى تناولت صحيفة (بوبليكو ) موضوع التوتر بين تركياوهولندا ، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا "المؤسسات الدولية" إلى "فرض عقوبات على هولندا" بعد منع لاهاي وزرائه من القيام بحملة من أجل "نعم" على الاستفتاء على الدستور، فيما وصف وزير الشؤون الخارجية لاهاي ب"عاصمة الفاشية". ولاحظت الصحيفة أن الأزمة الدبلوماسية بين أنقرة ولاهاي ستتعقد على نحو متزايد، مع العلم أن عواصم أوروبية أخرى ظهرت مترددة بشكل واضح حول استقبال القادة الأتراك. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بالإعلان المقبل لرئيسة جهة الأندلس، سوزانا دياز، عن ترشحها لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وكتبت (الباييس)، تحت عنوان "دياز ستعلن قرار ترشحها يوم 26 مارس"، أن رئيسة جهة الأندلس تعد لتجمع لنشطاء الحزب سيعقد بمدريد، وذلك لإطلاق معركتها من أجل هذا المنصب أمام مرشحين آخرين، هما الأمين العام السابق للحزب، بيدرو سانشيز، والرئيس السابق لجهة بلاد الباسك، باتشي لوبيز. من جهتها أوردت (إلموندو)، تحت عنوان "دياز تعلن ترشحها أمام ضغط سانشيز"، أن دياز، وبعد انتظار طويل، قررت أخيرا خوض المعركة أمام منافس رئيسي هو بيدرو سانشيز الذي يريد استعادة منصبه على رأس الحزب الاشتراكي، فيما حذر باتشي لوبيز من مخاطر "انقسام الحزب". وفي سياق متصل أشارت (أ بي سي)، تحت عنوان "سوزانا دياز ستخوض المعركة من أجل زعامة الحزب الاشتراكي" أن رئيسة جهة الأندلس ستقترح صيغة بديلة تتمثل في "اشتراكية معتدلة" ضد "تطرف" بيدرو سانشيز و"غموض" باتشي لوبيز. أما (لا راثون)، فكتبت أن سوزانا دياز قررت خوض السباق نحو رئاسة الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، في وقت بدأت تفقد فيه أصوتا حتى داخل معقلها الأندلس، مشيرة إلى أن رئيسة الأندلس ستحاول وقف صعود بيدرو سانشيز في استطلاعات الرأي.