بعد مدينة العيون، عقد محمد حصاد، وزير الداخلية، اليوم، بجهة الداخلة – وادي الذهب، اجتماعا خصص لاستعراض حصيلة إنجاز المشاريع المدرجة ضمن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. الاجتماع تم بحضور الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووالي جهة الداخلة –وادي الذهب، وعامل إقليم أوسرد، ورئيس الجهة، ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي بعض القطاعات والهيئات والمؤسسات والمقاولات العمومية. واستهل حصّاد كلمته بالتأكيد على أن التركيز على البعد التنموي أحد أهم تجليات الاهتمام الملكي بالأقاليم الجنوبية. وشدد الوزير، وفق ما جاء في بلاغ لوزارة الداخلية توصلت به هسبريس، على أن العديد من المخططات والبرامج التنموية استهدفت المنطقة منذ رجوعها إلى حظيرة الوطن، "مما كان له الأثر الإيجابي الكبير على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية". واعتبر حصّاد أن هذه البرامج التنموية أخذت منعطفا جديدا منذ الخطاب الملكي بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، حين أعطى العاهل المغربي انطلاق تطبيق النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، الذي سيمكن من فتح آفاق واعدة لكافة هذه الأقاليم وجعلها جسرا للتبادل والنمو المشترك مع دول الجوار والفضاء الإفريقي والأطلسي، وفق مقاربة شمولية تجعل منه نموذجا فريدا متميزا يحتذى به. وخلال هذا الاجتماع، أبرز الوزير أن جهة الداخلة-وادي الذهب، وبالنظر إلى عمقها الاستراتيجي، استقطبت عددا من المشاريع الهامة ضمن النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية بغلاف مالي يبلغ حوالي 18 مليار درهم؛ حيث تم إعطاء انطلاقة أشغال 30 مشروعا، بتكلفة مالية قدرها 2,7 مليار درهم، شملت ستة مشاريع ذات قيمة مضافة عالية على مستوى قطاع الصيد البحري باستثمار يقدر ب 1,2 مليار درهم، مما سيخلق حوالي 4.300 منصب شغل. وعلى مستوى القطاع الفلاحي، سيتم الشروع، بداية سنة 2018، في إنجاز مشروع زراعة الخضروات بالداخلة بتقنية "البيوت البلاستيكية" على مساحة 5.000 هكتار، بغلاف مالي يقدر ب 1,3 مليار درهم. كما تم تخصيص 6 مليارات درهم لإنجاز ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يرتقب الشروع في الأشغال الخاصة به بداية سنة 2018، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الكهربائية الوطنية، في طور الإنجاز، من خلال إنشاء خط كهربائي بين الداخلة وبوجدور، بتكلفة مالية تقدر ب 2 مليار درهم. بالإضافة إلى المشاريع الاجتماعية المرتبطة بميادين التربية الوطنية والثقافة والتشغيل والصناعة التقليدية، التي شكلت موضوع اتفاقيات خاصة بين الجهة والقطاعات الوزارية المعنية من أجل بدء الأشغال خلال السنة الجارية. وفي ختام كلمته، دعا الوزير إلى التعبئة القوية عبر انخراط جميع الفاعلين والمتدخلين، من قطاعات حكومية وسلطات ترابية ورؤساء الجهات والجماعات ومكونات المجتمع المدني وساكنة محلية، في الدينامية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية. ويبقى الهدف الأول والأخير من هذه الدينامية، وفق بلاغ وزارة الداخلية، "خدمة المواطن بهاته الأقاليم، وإعطاء نَفَسِ قوي لهذا النموذج التنموي الذي يُطمَح من ورائه إلى تشكيل نموذج يحظى بالريادة على مستوى القارة الإفريقية وجعل الأقاليم الجنوبية بوابة رئيسية نحو إفريقيا، في إطار التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو العمق الإفريقي وتطوير الشراكة جنوب -جنوب، وخاصة بعد الزيارات الملكية إلى عدد من الدول الإفريقية".