مافتئ وانغ يونغ باو، الأستاذ المحاضر في العديد من الجامعات الصينية يحلم بزيارة المغرب، البلد الذي تعرف عليه عن طريق أبنائه في الصين، حتى أنه أصبح يعرف أسماء جميع المدن المغربية من طنجة شمالا إلى الكويرة جنوبا. ويعزو باو، رئيس وفد مستثمرين صينيين زار مؤخرا المغرب، اهتمامه بالمملكة إلى كون المغرب يشبه الصين في الحفاظ على تقاليده وتراثه وتعدده الثقافي الثري، فضلا عن تأثره بما كتبه الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة. وفي ما يلي دردشة جريدة هسبريس الإلكترونية مع وانغ يونغ باو، بمناسبة ترأسه لوفد استثماري صيني في المجال السياحي، وذلك بدعوة من الشركة المغربية للاستثمار السياحي. كيف تعرفتم على المغرب؟ أولا، كصينيين نتقدم بالشكر إلى ملك المغرب الذي ألغى التأشيرة عن المواطنين الصينيين، الشيء الذي خلف انطباعا جيدا عند مواطني بلاد التنين. تعرفت على المغرب عن طريق الأستاذ ناصر بوشيبة، والذي نعتبره كصينيين صديقا للصين، وسفيرا للصداقة الصينية المغربية. وأثناء محاضراته في الجامعات الصينية كان يبدأ بالتعريف بالمغرب وتاريخه، وكذلك فرص الاستثمار. والتقيتُ كذلك بالعديد من أفراد الجالية المغربية في الصين، مثل الدكتور أمين من جامعة خونان، والمقاول الشاب أحمد من شنغهاي، وكذلك خبير السياحة المغربية في الصين، يوسف من كوانجو، وتركوا عندي انطباعا جيدا عن المغاربة بصفة عامة. وكنت قد قرأت الترجمة الصينية للرحالة المغربي ابن بطوطة، الشيء الذي جعلني أتوق لزيارة هذا البلد، وخاصة مسقط راْسه مدينة طنجة. ماهي المدن التي زرتها في المغرب؟ بدأنا بزيارة العاصمة الرباط، وانبهرنا جميعا بالمزيج التقليدي والعصري للمدينة. ثم اتجهنا إلى مدينة طنجة، والتي أصبحت محط اهتمام العديد من المستثمرين الصينيين، وقمنا بزيارة ميناء طنجة المتوسط. سلكنا بعد ذلك الطريق الساحلي إلى تطوان والحسيمة والسعيدية، قبل التوجه الى العاصمة الثقافية للمغرب مدينة فاس. وبعد ذلك وجهتنا مدينة الصويرة، ثم المدينة الحمراء مراكش. ذ والهدف من زيارة الوفد الصيني السياحي هو أساسا التطلع على فرص الاستثمار في هذه المناطق، وكذلك التواصل مع السلطات الجهوية والمستثمرين المحليين. ماهي الأهمية التي يكتسيها المغرب بالنسبة للمستثمرين الصينيين؟ أولا، الموقع الجيوستراتيجي للمغرب يجعل منه صلة وصل بين أسواق أوروبا وإفريقيا والعالم العربي، وهذه ميزة فريدة من نوعها. وثانيا، المعاهدات التجارية بين المغرب وأكثر من خمسين دولة تشكل فرصة للتوسع التجاري عن طريق الشراكات الصينية المغربية. وثالثا، الدبلوماسية الناجحة للمغرب في إفريقيا، وخاصة بعد رجوعه إلى الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى الاستقرار الذي ينعم به المغرب، ما يجعل من المملكة الشريك المثالي للمستثمرين الصينيين الراغبين في الولوج إلى السوق الإفريقية ذات أكثر من مليار نسمة. ماهي الرسالة التي توجهها للمغاربة؟ أشكركم على حسن الضيافة، إنها زيارة جد ناجحة. وبعد رجوعي للصين سأعمل جاهدا على التعريف أكثر بفرص الاستثمار في هذا البلد الصديق. وبالمناسبة فقد قرر احد المستثمرين من وفدنا هذا فتح مكتب في المغرب، ليكون قاعدة لتطوير الاستثمار السياحي في باقي الدول الإفريقية.