انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في العاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة ممثلين عن 80 دولة على مستوى رؤساء البرلمانات ونوابهم ورؤساء اللجان البرلمانية، ضمنها المغرب، حيث تأكد لهسبريس مشاركة مغاربة من سياسيين ونشطاء، الذين حلوا بفندق "الاستقلال" وسط العاصمة الإيرانية، منذ أمس الاثنين. وعلمت هسبريس أن دعوة رسمية وجهت إلى رئاسة مجلس النواب ومجلس المستشارين، في شخص كل من الحبيب المالكي وحكيم بنشماش، لحضور فعاليات المؤتمر الدولي في طهران، في حين أن من حضر ممثلان عن البرلمان، إذ يظهر اسم العربي المحرشي، المستشار البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، فيما حضر الموعد أيضا عيسى امكيكي، القيادي في حزب العدالة والتنمية. وحضر المهرجان، الذي دعا إليه مجلس الشورى الإسلامي لإيران (البرلمان) وتحتضنه على مدى يومين قاعة المؤتمرات الكبرى، فعاليات مغربية ناشطة في القضية الفلسطينية؛ ضمنها الحقوقي خالد السفياني، والناشط الشيعي إدريس هاني، والناشط أحمد ويحمان، حيث شوهد الوفد المغربي وسط القاعة الكبرى للملتقى وراء الوفد الجزائري، بجانب وفودعربية وإسلامية وغربية أخرى. وافتتح المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية المنعقد بطهران على وقع عزف النشيد الوطني لإيران، متبوعا بكلمة ترحيبية قدمها علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، قبل أن يتقدم المنصة قائد الثورة الإسلامية، "آية الله" علي الخامنئي، الذي طالب الحضور بقراءة الفاتحة ترحما على روح الناشط الأمريكي الشهير، مالكوم إيكس، حيث قال الخامنئي: "اليوم هو يوم ذكرى استشهاد زعيم المسلمين في أمريكا. وبالمناسبة، أرجو من الحضور جميعا قراءة سورة الفاتحة وإهداء ثوابها إلى روحه". وبجانب الوفود العربية والإسلامية، حضرت مختلف أطراف الطيف الفلسطيني، أبرزها حركة "حماس" و"فتح" و"الجهاد"، وأيضا وفد يمثل حزب الله اللبناني، حيث يناقش الموعد الدولي التحديات الدولية والإقليمية المطروحة أمام القضية الفلسطينية، والبحث في سبل الوحدة وإنهاء الانقسام بين دول العالم الإسلامي وحشد الطاقات لدعم الشعب الفلسطيني. وقال حسين شيخ الإسلام، مستشار وزير الخارجية الإيراني، في تصريح للصحافة، إن المؤتمر هو "باكورة نقاش عربي وإسلامي لتعزيز التفاهم حول القضية الفلسطينية". من جهته، قال علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية، في كلمته، إن فلسطين "ما زالت تمثل عنوانا يجب أن يكون محورا لكل البلدان الاسلامية"، مضيفا أن "منطقتنا التي طالما كانت دعامة لشعب فلسطين في كفاحه ضد مؤامرة عالمية، تعيش هذه الأيام اضطرابات وأزمات متعددة"، منتقدا ما وصفه "القمع الوحشي للشعب الفلسطيني المستمر" على أنها "ممارسات تحظى بدعم شامل من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الحكومات الغربية". وتابع الخامنئي أن الشعب الفلسطيني "يتحمّل بمفرده الأعباء الثقيلة لمواجهة الصهيونية العالمية وحماتها العتاة"، مشددا على أنه "اليوم طرحت مشاريع الاستسلام بشكل جادّ تحت طائلة الزعم الباطل الذي يدعو إلى الموضوعية وضرورة قبول الحد الأدنى من الحقوق"، على أن "مشكلة مشروع الاستسلام لا تقتصر على أنه بتنازله عن حق شعب، يمنح الشرعية للكيان الغاصب، و إن كان هذا بحدّ ذاته خطأ كبيرا لا يغتفر، إنما المشكلة في أنه لا يتلاءم إطلاقاً مع الظروف الحالية لقضية فلسطين، ولا يأخذ بنظر الاعتبار النزعات التوسعية والقمعية والجشعة للصهاينة". كما تحدث قائد الثورة الإسلامية، في كلمته، عن المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالقول: "في حرب ال33 يوماً، تم عملياً إغلاق كل طرق إمداد الشعب اللبناني والمقاومة البطلة في حزب الله؛ ولكن، بعون من الله وبالاعتماد على الطاقة الهائلة لشعب لبنان المقاوم، تكبّد الكيان الصهيوني وحاميه الأساسي، أعني الولاياتالمتحدةالأمريكية، هزيمة فاضحة"، مردفا أن "المقاومات المتتابعة في غزة تحولت الآن إلى حصن منيع للمقاومة، أثبتت عبر عدة حروب متلاحقة أن هذا الكيان أضعف من أن يستطيع الصمود أمام إرادة شعب".