التقى وفدٌ من رجال الأعمال السعوديين في مجلس الأعمال السعودي المغربي، مساء اليوم الاثنين بالدارالبيضاء، نظراءهم من المستثمرين المغاربة، ضمن لقاء احتضنه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في سياق جولة تروم البحث عن مختلف أوجه التعاون الاقتصادي بين المملكتين. وكشف محمد فهد الحمادي، رئيس مجلس الأعمال السعودي المغربي بمجلس الغرف السعودية، في تصريح لهسبريس، عن أن الموعد يأتي في سياق زيارة مبرمجة للعام الجاري وتهم إنجاز لقاءات مع رجال الأعمال المغاربة وعدد من الهيئات الاقتصادية المغربية، لأجل "استكشاف وتنويع فرص استثمارية جديدة في العديد من القطاعات، خاصة الخدماتية والصناعية". وشدد حمادي، الذي يرأس الوفد السعودي إلى المغرب، على أن عودة الأخير إلى الاتحاد الإفريقي وتعزيز حضوره في السوق الإفريقية "من شأنه أن يمنح للعلاقات بين الرباط وبين الرياض دفعة قوية على المستوى الاقتصادي وإنعاش الاستثمارات المتبادلة"، مضيفا: "المغرب كان ولا يزال بوابة مهمة نحو السوق الأوربية والإفريقية"، لافتا إلى أن "تمتع المملكة بمناخ اقتصادي وسياسي مستقر يجعل منها قوة اقتصادية يعول عليها". خالد بنجلون، رئيس مجلس الأعمال المغربي السعودي بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، توقف عند توصيات اللقاء، التي همت بالأساس المشاكل الإدارية التي تعيق استثمارات رجال الأعمال في البلدين، موضحا أنه بالرغم من وجود تلك العقبات، "فالسعوديون مهتمون كثيرا بالمغرب ويرغبون بقوة في الاستثمار في قطاعات متعددة، خاصة القطاع الفلاحي؛ لأن السعودية تحاول تأمين طلباتها في مجال المواد الغذائية"، معتبرا أن حاجة المغرب ملحة أيضا إلى الاستثمار لدى الدولة الخليجية، ذاكرا أهمية الصناعة البيتروكيماوية. ويرى بنجلون، في تصريح أدلى به لهسبريس، أن العلاقات السياسية الممتازة بين الرباط وبين الرياض "لم تؤثر إيجابيا على الجانب الاقتصادي والتجاري للبلدين بما هو مرغوب فيه"؛ حاثا على ضرورة تكثير الزيارات المتبادلة بين رجال أعمال البلدين، "لا ننسى أن هناك أزيد من 50 ألف مغربي يعلمون في السعودية، وأكثر من 30 شركة كبيرة مغربية"؛ فيما كشف عن التفكير في لجنة مشتركة تهم الاستثمار المشترك في إفريقيا، "لقد لاحظ السعوديون أهمية عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، حيث اتفقنا على التخطيط للذهاب جميعا إلى الاستثمار، خاصة مع الدول الفرانكفونية في القارة السمراء". توصيات اللقاء همت أيضا، حسب المتحدث، الاتفاق على إنشاء صندوق استثماري تدخل فيه مؤسسات الدولتين ومعها القطاع الخاص، موضحا أن المشروع سيدعم كل المقاولات الصغرى والمتوسط التي تريد الاستثمار في البلدين، بجانب "تأسيس شركة ملاحة تضمن الخط المباشر بين المغرب وبين السعودية لتأمين وصول البضائع في وقت وجيز"، يقول خالد بنجلون. وتشمل زيارة الوفد السعودي، التي انطلقت اليوم الاثنين بشكل رسمي، ثلاث مدن مغربية؛ ففي الدارالبيضاء، تشمل المشاركة في اجتماع مجلس الأعمال السعودي المغربي المشترك وعقد لقاءات ثنائية مع رجال الأعمال المغاربة، مع عقد لقاء مع المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، والمركز الجهوي للاستثمار في الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وبالعاصمة الرباط، من المرتقب أن يلتقي أعضاء الوفد السعودي مع مسؤولين في الوزارة المكلفة بالبيئة، إضافة إلى اجتماع مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط ولقاءات ثنائية مع رجال الأعمال المغاربة، في وقت سيجتمع فيه الوفد مع رئاسة جهة أكادير، إضافة إلى عقده لقاءات ثنائية مع رجال الأعمال بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالمدينة. وفي أبريل المقبل، يرتقب أن تحتضن العاصمة السعودية الرياض أنشطة وفعاليات مكثفة لمجلس الأعمال السعودي المغربي، تحت يافطة ملتقى المملكتين في نسخته الثانية، فيما ترى السعودية أن هذه الفعاليات تدخل ضمن تعزيز علاقات التعاون الاستثماري والتجاري بين المملكتين، "بما يدعم تحقيق توجهات رؤية المملكة 2030 من حيث زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة ورفع نسبة الصادرات السعودية".