تعيش ساكنة خمسة دواوير بالجماعة الترابية أورير، شمال أكادير، شبه عزلة قاهرة، فرضها عليها ارتفاع منسوب المياه بوادي تمراغت، الذي يفصل الدواوير المذكورة عن مختلف أطراف الجماعة، كما يُعتبر المعبر الوحيد للساكنة من أجل الوصول إلى العالم الخارجي، وهو ما اضطر شبابا وأطفالا من المنطقة إلى المغامرة بحياتهم من أجل اجتيازه، طيلة اليومين الأخيرين، في محاولة لبلوغ مقرات عملهم، أو الوصول إلى المؤسسات التعليمية، أو لقضاء أغراض استعجالية، كالاستشفاء والتزود بالمواد الغذائية. وتظل معاناة سكان الدواوير المذكورة تتكرّر مع كل موسم تساقطات، إذ يجدون صعوبات في التنقل، ويظلون حبيسي دواويرهم في الضفة الأخرى، إلى حين انخفاض منسوب مياه الوادي، دون أن الاستجابة لمطالبتهم بتشييد قنطرة تربط ضفّتيه، بما يسمح بتنقل سلس في الفترات المطيرة، ودرءا لعدد من المخاطر التي تُحدق بهم، والتي تجعل اجتياز الوادي ضربا من المغامرة غير محسوبة العواقب. الانقطاع عن العالم المحيط بدواوير اسرن، وإكرضانن تكاديرت نموسى، وتمزايط وإكي إفرض، دفع الساكنة المحلية إلى توجيه عدة شكايات إلى السلطات والجهات المختصة منذ سنوات، مطالبة بفك العزلة عنها، التي تتجدّد في مثل هذه الأوقات من السنة، وتحول دون التزود بالحاجيات الضرورية، ونقل المرضى والنساء الحوامل إلى المؤسسات الصحية؛ فضلا عن اضطرار تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، الإعدادية والثانوية على الخصوص، إلى الانقطاع عن الدراسة، لكون نقطة العبور الوحيدة من هذه المداشر تمرُّ بالوادي سالف الذكر. ناصر أزوفري، أحد الساكنة المتضررة، أورد في تصريح لجريدة هسبريس أن "المطالب تقتصر على نقطة وحيدة، وهي بناء قنطرة تصل بين الضفتين"، مضيفا أن جمعيات الدواوير المحاصرة سبق أن راسلت المسؤولين منذ سنوات لفك العزلة عن هاته المنطقة، "لكن مراسلاتها لم تلقَ آذانا صاغية"، وأضاف: "يتم وعدنا بعد كل محطة انتخابية أو زيارة للمسؤولين بأن إنشاء القنطرة في طور الدراسة، وأن أشغالها ستقام عما قريب، لكن لا شيء تحقّق". وذكّر المتحدث ذاته ببعض الوقائع المؤلمة التي كان الوادي المذكور مسرحا لها، موردا: "سنة 1996 جرفت مياه الوادي طفلا في ال 13 من العمر، بعد كان يهم باجتيازه في اتجاه منزل أسرته بدوار إكرضان. أما سنة 2010، فتضررت الساكنة من فيضان وادي تمراغت، بعدما جرف كل المحاصيل والضيعات الفلاحية. وأمس، لم نجد أي حل لنقل فتاة صوب المستشفى، رغم محاولة سيارة الإسعاف الجماعية لأورير مرفوقة بعناصر الحرس الترابي، نظرا لصعوبة مسلك ترابي من جهة جماعة تغازوت. كما تم منع 7 نساء من طرف شبان دوار أسرن، كن يرغبن في العبور بعد قضائهن العطلة في دوار اكرضان .. كادت أن تكون فاجعة لولا ألطاف الله". "تبقى صرخات قاطني الدواوير الخمسة بجماعة أورير مستعصيا عن الوصول إلى آذان من يتحمّل تدبير الشأن المحلي، لتتحول نعمة أمطار الخير إلى نقمة لدى الساكنة"، يقول المتحدث ذاته، مضيفا: "لم نرد تكليف الدولة مئات الملايين لبناء قنطرة كبرى، فراسلنا المسؤولين للترخيص بإنشاء قنطرة عبارة عن حبال حديدية يتوسطها ممر خشبي من مالنا الخاص، لكن الكل رفض بداعي عدم تحمل أي مسؤولية فيما قد يقع.. بغينا غير بحال هادوك المعابر لكاينين فأوريكا".